خولة علي (دبي)
عبدالعزيز التميمي، أحد أعضاء الفريق، الذي نجح في تسلق جبل إيفرست عام 2016، خبرته ممتدة إلى عشر سنوات في مجال المغامرات وتسلق المرتفعات الشاهقة حول العالم، اتجه إلى تأسيس (Life’s journey) لسياحة المغامرات، محفزاً الشباب على خوض تجارب وتحديات مختلفة من شأنها أن تجعلهم أكثر إيماناً بدورهم ومسؤوليتهم تجاه الطبيعة وما تتعرض له من تغيرات بسبب الاحتباس الحراري، فمشاهدة ذوبان الثلوج ومخاطر الانهيارات الثلجية، جعلته يوجه بضرورة الحفاظ على البيئة الجبلية، وترك تللك القمم البيضاء الشاهقة نظيفة خالية من كل ما قد يضر بطبيعتها ويفتك بها.
يمتلك التميمي الكثير من تجارب تسلق الجبال المحلية التي تتوزع بالمناطق الشرقية في الدولة، ومنها استطاع أن يشق طريقه من خلال تجربة تحدي تسلق أول جبل ثلجي في سويسرا عام 2013، مما جعله يكتسب الكثير من مهارات وأساسيات تسلق الجبال الثلجية، حيث يقول: التجربة الأولى تشكل أهمية في حياة كل مغامر، فمنها يحدد منهجه ورؤيته في الخطوة التي قام بها ليستشعر مدى قيمتها وأهميتها، فهي لم تكن مجرد رياضة اعتاد ممارستها، ولكنها كانت البداية لرغبة حقيقية في تحدي الجبال، وعيش مخاطرة لا تخلو من الإثارة والمغامرة، وهذا ما شعر به ليجد أثره على مسار حياته الشخصية والمهنية أيضاً.
حول العالم
ومن المواقع الجبلية التي قصدها التميمي حول العالم، جبل دينالي في الأسكا، اكونكاوا في الأرجنتين، قمم جبال الألب، جبال الأطلس المغربية، وجبال في كينيا، إضافة إلى عدة قمم في النيبال، وغيرها، والتي تجعل المرء أكثر تدبراً وتأملاً في عظمة الخالق، كما يمتلك التميمي دورات في التعايش بالمناطق الجبلية في ظل الأجواء الباردة، لممارسة التسلق والتزلج الجليدي، ولكونه مدرباً للياقة البدنية، فقد أسعفه ذلك أن يصبح أكثر حكمة وقدرة على مواجهة مختلف المواقف، التي قد تعترض طريقه ليخرج منها بنتائج جيدة.
توعية بيئية
ويشير التميمي قائلاً، إن الناظر الى الجبال الشاهقة التي تغطيها السحب والغيوم، يكتشف مشاهد تحبس الأنفاس، والتي كان لها أثر عميق في نفسي، فقد جعلتني أكثر انجذاباً للبيئة الجبلية والعودة لها من حين إلى آخر، هذه الجبال والبيئة المحيطة بها تحتاج لرعاية واهتمام، ونحن كمتسلقين للقمم الجبلية نرى التغيرات التي تطرأ على الجبال بسبب الاحتباس الحراري وتداعياته من انهيارات ثلجية نتيجة ذوبان الجليد في بعض المناطق، لذا علينا التوعية بأهمية المحافظة على البيئة الجبلية وصونها من خلال مطالبة المغامرين بضرورة ترك المواقع نظيفة من دون مخلفات.
منهج للتدريب
ويهدف التميمي إلى تحفيز وتشجيع المغامرين لخوض أنشطة رياضية متنوعة، وعيش تجارب فريدة، والتي ستفتح لهم آفاق النظر إلى الحياة من حولهم بشكل مختلف وأكثر إيجابية، كما يعمل على وضع منهج متكامل في مجال التعليم والتدريب المهني، لمواجهة وتيرة الحياة المتسارعة والتكنولوجيا الحديثة التي بدأت تطغى على حياة الأفراد، خاصة الشباب، وجعلتهم أكثر عزلة، مؤكداً ضرورة الخروج عن الروتين اليومي، ليكونوا أكثر ارتباطاً بالطبيعة التي تعد مصدراً لحياة صحية نفسياً وجسدياً.
جبل إيفرست
على مدار الأعوام العشرة السابقة، قام عبد العزيز التميمي بالعديد من الرحلات المتنوعة، منها البسيطة والشديدة الصعوبة، لكن رحلته إلى مخيم جبل إيفرست تُعد من أكثر الرحلات مشقة، حيث قام بإعداد وتنظيم الرحلة وتجهيز الفريق قبل شهرين من انطلاقها، حتى نجح الفريق بكل عزيمة وثبات في الوصول إلى قمة الجبل وإنجاز المهمة على أكمل وجه، وفقاً للخطط المدروسة، الأمر الذي شجع المشاركين على الرغبة في تكرار مثل هذه المغامرات.
مرونة وصبر
يشير عبد العزيز التميمي إلى أن البيئة الصعبة والخطرة بمثابة تحدٍ للمرء ليتأقلم مع متغيرات الحياة، فتجعله أكثر مرونة وصبراً وتحملاً في مواجهة المواقف الصعبة، فعلى المغامر أن يهتم بقوته البدنية والذهنية، واكتساب مهارات عالية في استخدام معدات وتقنيات كفيلة بمساعدته على التواجد بأمان، في المواقع الخطرة من العالم.