خولة علي (دبي)
لا يمكن إغفال أهمية الصحة النفسية للطلاب سواء في المحيط المدرسي أو بالإجازة الصيفية، وتأثير ذلك على تحصيلهم الأكاديمي وعلاقتهم بالمحيطين به، فقد أكدت الكثير من الدراسات والأبحاث أن الطلاب الذين يعانون من مشاكل نفسية قد يواجهون صعوبات في التركيز، وتأثيرات سلبية على سلوكهم الاجتماعي وعلاقاتهم الشخصية، فالصحة النفسية مهمة للغاية، الأمر الذي يستدعي توفير بيئة داعمة وصحية خلال الإجازة لتحقيق نوع من التوازن النفسي.
برامج توعوية
قال الأخصائي الاجتماعي خالد الكعبي، إن تعزيز الصحة النفسية للطلاب له أهمية كبيرة على الجانب النفسي والجسدي والاجتماعي والتعليمي، ولابد من توفير البيئة الملائمة لتنمية العلاقات الاجتماعية والتفاعل الإيجابي بين الطلاب والمحيطين بهم، مما يؤدي إلى بيئة أسرية أكثر تعاوناً وتفهماً، مما يحقق الاتزان النفسي للطلبة، من خلال توفير المزيد من الراحة والاسترخاء وممارسة الألعاب الترفيهية خلال الإجازة الصيفية.
ويوضح الكعبي أن عملية تعزيز الصحة النفسية للطلاب، يمكن أن تتم من خلال برامج توعوية حول الصحة النفسية وورش عمل لصقل مهارات التحكم في الضغوط وإدارة العواطف، مع توفير بيئة آمنة وداعمة تشجعهم على التفاعل الإيجابي وإقامة علاقات اجتماعية صحية، مما ينمي لديهم الشعور بالأمان والتفاعل مع الآخرين.
تواصل بنّاء
وأضاف الكعبي، قائلاً «لابد من تشجيع الطلاب على ممارسة النشاط البدني، والتغذية الصحية، وتقنيات التنفس والاسترخاء، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات والأنشطة الرياضية والاجتماعية التي تعزز التواصل البنّاء، مما يساعد على تقليل الشعور بالوحدة والعزلة، إضافة إلى إبراز دور العمل التطوعي في تعزيز الصحة النفسية والمشاركة المجتمعية في مختلف المجالات.
صداقات جديدة
قال الأخصائي الاجتماعي خالد الكعبي، إن الإجازة الصيفية فرصة لتكوين علاقات اجتماعية صحية، والشعور بالراحة والتوازن النفسي، مع بناء صداقات جديدة وتعزيز العلاقات القائمة، كما تعمل على تحسين التواصل ليكونوا أكثر استعداداً للمشاركة في الأنشطة الجماعية والتعاون مع الآخرين، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات والضغوط الحياتية.
سعادة وإيجابية
وأوضحت إيمان الميداني، خبيرة لياقة بدنية ومدربة رياضية، أن الإجازة الصيفية فرصة لتحسين قدرات الطلاب البدنية والنفسية والعقلية، فلابد من ممارسة الرياضة والنشاط البدني من أربع لخمس مرات أسبوعياً لمدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً، فالرياضة تساعد على إفراز هرمون الأندروفين الذي يسهم في التغلب على الخوف والتوتر، وبذلك يشعر الطالب بالفرح والسعادة والنشاط والإيجابية، وتعزز ثقته والاعتماد على النفس، وتكوين صداقات من خلال المشاركة بالألعاب الجماعية مع الأصدقاء.
أسلوب حياة
أشارت إيمان الميداني، إلى أن الدراسات والأبحاث أظهرت أن الطلبة الذين يمارسون الأنشطة الرياضية يكونون أكثر جدية في الحياة العملية، وأكثر قدرة على الاندماج بروح الفريق واحترام القوانين والتغلب على الخجل والتعاون فيما بينهم.
وأوضحت أن هناك دراسات أظهرت أن الطلاب الذين يمارسون رياضات جماعية يتمتعون بصحة نفسية أفضل، ويكونون أقل عرضة للاكتئاب، لذا تنصح الآباء والأمهات بمساعدة أطفالهم على ممارسة النشاطات البدنية والرياضية التي يحبونها، لاكتشاف مهاراتهم وتطويرها، فالرياضة أسلوب حياة يجب التعامل معها كضرورة وليست اختياراً.