تامر عبد الحميد (أبوظبي)
انطلقت مساء أمس الأول فعاليات الدورة الـ8 من «مهرجان الأفلام الكورية 2024»، الذي تستضيفه أبوظبي سنوياً، تحت رعاية سفارة جمهورية كوريا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تعزيز وإثراء مجتمع السينما وصناعة الأفلام، حيث يضم المهرجان في دورته الحالية باقة متنوعة من الأفلام الكورية تحت شعار «سينما الحرية»، والتي حظيت بإعجاب محلي ونالت إشادة عالمية.
يشهد المهرجان في دورته الحالية عودته إلى دبي، بعد آخر مشاركة له عام 2018، لينظم المركز الثقافي الكوري وسفارة جمهورية كوريا في الإمارات، فعاليات «الأفلام الكورية» في ياس مول، أبوظبي، حتى 7 يوليو الجاري، وفي فستيفال سيتي مول، دبي، من 12 إلى 14 يوليو الجاري.
ويضم المهرجان 8 أفلام كورية متنوعة، يستكشف من خلال قصصها الطريق إلى «الحرية»، من خلال باقة من الأفلام تعرض أحداثاً درامية منوعة بين الكوميديا والتاريخي والغموض والتشويق، من حقب زمنية مختلفة، ملبية جميع الأذواق والأعمار.
ماراثون بوسطن
وافتتحت فعاليات المهرجان بفيلم الافتتاح «الطريق إلى بوسطن»، وهو عمل يمزج بين الدراما والرياضة، حيث تدور قصته حول حكاية الرياضيين الكوريين الذين شاركوا في ماراثون بوسطن الدولي عام 1947.
تعزيز الروابط
وقال يو جيه سنغ، السفير الكوري لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، في افتتاح «الأفلام الكورية 2024»: يحتفل المهرجان الذي بدأ عام 2017، بدورته الـ8 هذا العام تحت شعار «سينما الحرية»، لقد أصبحت السينما الكورية جزءاً محبباً من الثقافة الكورية لدى جمهور دولة الإمارات العربية المتحدة، ويسهم المهرجان في تعزيز الروابط الفكرية والعاطفية بين الإمارات وكوريا، ومما لا شك فيه أنه مع تقديركم للأفلام الكورية، ستستمر في ترسيخ مكانتها كنوع سينمائي يستكشف الجوانب الفلسفية للإنسانية، ويدافع عن الحفاظ على البيئة، ويدعم بناء المؤسسات الاجتماعية، ويتقدم بالعلم المتطور.
تقليد سنوي
وقال لي يونغ هيي، مدير عام المركز الثقافي الكوري، والملحق الثقافي بالسفارة الكورية في الإمارات: يسعدنا ويشرفنا أن نرحب بكم في الدورة الـ8 من مهرجان الأفلام الكورية، الذي أصبح تقليداً سنوياً يعكس عمق الروابط الثقافية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا، لقد شهدنا افتتاحاً ناجحاً وملهماً، حيث تفاعل الجمهور بشكل رائع مع قصة الفيلم الافتتاحي، ما يؤكد قوة السينما في تجاوز الحدود الثقافية واللغوية.
وأضاف: يشهد هذا العام احتفالنا بالحرية من خلال مجموعة مختارة بعناية من الأفلام الكورية التي تمثل تنوعاً وغنى في القصص والتجارب الإنسانية، موضحاً أنه لا شك أن استمرار نجاح المهرجان يعود إلى الشغف المشترك بين الشعبين الإماراتي والكوري بالسينما، وإلى القصص المؤثرة التي تقدمها الأفلام الكورية، والتي تتناول قضايا عالمية بطرق مبتكرة ومثيرة للاهتمام، لقد أثبتت السينما الكورية قدرتها على تجاوز الحدود الثقافية واللغوية، لتلامس قلوب وعقول المشاهدين في كل مكان، بفضل قصصها الإنسانية العميقة، وتقنياتها السينمائية الباهرة، وأداء ممثليها الموهوبين.
وقال إن المهرجان هو جزء من جهود المركز الثقافي الكوري في الإمارات لتعزيز التفاهم المتبادل والتواصل الثقافي بين البلدين، من خلال تنظيم فعاليات متنوعة على مدار العام، تساهم في إثراء المشهد الثقافي في الإمارات، وتتيح للجمهور الإماراتي فرصة التعرف على الثقافة الكورية الغنية والمتنوعة.
تأثير عالمي
قال يو جيه سنغ، السفير الكوري لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: في السنوات الأخيرة، حظيت الأفلام الكورية باهتمام كبير في المهرجانات السينمائية الدولية المرموقة، مثل «مهرجان كان السينمائي الدولي»، وقد صنع لي جونغ جاي، أحد أشهر الممثلين الكوريين، التاريخ كأول كوري يؤدي دور جيدي في سلسلة «حرب النجوم» - «ذا أكولايت»، مما يسلط الضوء على التأثير العالمي للمواهب الكورية، كما حقق فيلم «حملة الشرطة» للممثل العالمي ما دونغ سوك، الذي تجاوز 10 ملايين مشاهد في كوريا، نجاحاً كبيراً في الإمارات، وأثبت فيلم «اكزوما»، الذي عُرض مؤخراً في أبوظبي ودبي، نجاحه في شباك التذاكر، حيث مزج بين أسلوب السرد الكوري التقليدي وقصة رعب آسرة.
تاريخية ومعاصرة
يعرض «مهرجان الأفلام الكورية» مجموعة من الأفلام التاريخية منها: «الطريق إلى بوسطن»، «نوريانغ: البحر المميت» و«البطل»، والتي تدور قصصها حول سعي الشعب الكوري إلى الحرية، بينما تتناول الأفلام المعاصرة مثل «قصر الأحلام» و«إعادة ضبط الحب» و«النوم»، تحديات المجتمع الحديث والمرونة المطلوبة للتغلب عليها.