ميثة وسارة وراوية.. إبداع نسائي إماراتي في «العيد عيدين»

تامر عبد الحميد (أبوظبي)
بهدف تنمية وتطوير المواهب الإماراتية ومنحها الفرصة لإظهار إبداعاتها في عالم صناعة المحتوى، أولت «إيمج نيشن أبوظبي» 3 نساء إماراتيات موهوبات في المجال السينمائي، لتنفيذ الفيلم الإماراتي السعودي الكوميدي «العيد عيدين»، الذي من المقرر أن يعرض في دور السينما المحلية ومنطقة الخليج 11 يوليو المقبل، في خطوة مهمة تثبت إمكانات المرأة الإماراتية في صناعة السينما، وقدرتها على تنفيذ أفلام ترفيهية تعكس منظوراً ثقافياً يتردد صداه في المنطقة.

فريق نسائي
المخرجة الإماراتية ميثة العوضي، الكاتبة الإماراتية سارة الصايغ، والمنتجة الإماراتية راوية عبدالله.. مبدعات خلف الكاميرا، قدمن عدداً من الأفلام القصيرة التي نالت رواجاً وحصدت جوائز، إلى أن اجتمعن في «العيد عيدين»، كفريق سينمائي نسائي، ويقدن أول مشروع لفيلم روائي طويل لهن، والذي تدور أحداثه في إطار كوميدي عائلي حول حياة زوجين شابين، إماراتيين سعوديين، وأطفالهم الثلاثة المشاغبين، خلال عطلة في عالم «وارنر براذرز» و«فندق ذا دبليو بي» بأبوظبي في جزيرة ياس، وعندما تنقلب خطط العطلة رأساً على عقب، تنشأ مواقف مليئة بالضحك والصداقات غير المتوقعة، ما يعطي العائلة دروساً قيّمة حول معنى الانتماء العائلي.

حلم وتناغم
«كان هذا المشروع حلماً بالنسبة لي، وخصوصاً مع قيادته من قبل 3 نساء إماراتيات، والثقة التي أعطتها لنا «إيمج نيشن أبوظبي»، وهو ما أسهم بأن تسير مجريات العمل بسلاسة، من دون وجود صعوبات»، هذا ما أكدته المخرجة ميثة العوضي، التي شاركت في أكثر من 20 فيلماً قصيراً ووثائقياً، وفازت من خلال فيلمي «إكس» و«تشارلي» (2016)، بعدد من الجوائز المرموقة التي وصل عددها إلى 13 جائزة، وقالت «تلقيت عام 2022 بريداً إلكترونياً من الكاتبة سارة الصايغ، التي تعمل في «إيمج نيشن أبوظبي»، حول تطويرها نصاً لفيلم جديد، واستفسرت عن اهتمامي بإخراجه، وعند قراءتي للسيناريو زادت حماستي حيث إن «العيد عيدين» يمثل أولى تجاربي في عالم الأفلام الطويلة، وأن تفاصيله تلامس حياتي العائلية، لاسيما أن أختي متزوجة من سعودي وتعيش حالياً في السعودية».
وتابعت: بعد أن التقيت بسارة، وتبين لي التناغم بيننا في الأفكار، بدأت في مرحلة «إثبات المفهوم» للتأكد من قدرتي على إخراج هذا المشروع، وبعد إصدار الموافقة على إنتاج فيلم «العيد عيدين» عام 2023، وبالنظر لجمال النص الذي طورته سارة، فقد رغبت بأن أجسد كل المواقف المضحكة والرسائل الجادة التي يتضمنها الفيلم، بطريقة مختلفة عن الإنتاجات الكوميدية الأخرى، خصوصاً مع التعاون السينمائي المميز بيني وبين سارة وراوية.

مرحلة الاختيار
وعن مرحلة اختيار فريق العمل، قالت العوضي: كان علينا العثور على طاقم جديد يمثل عائلة إماراتية سعودية شابة، وتمكنّا من إيجاد الأطفال الثلاثة أولاً، ثم بدأنا في مرحلة العثور على الوالدين المناسبين، لنتمكن من الحصول على موافقة فهد البتيري الذي أحب النص وكان مناسباً تماماً لدور «راشد»، ورغم توافق وجهات النظر بيني وبين كل من سارة ورواية حول نوعية الممثلة المطلوبة لتجسيد شخصية «مها»، فقد تذكرت ميرة المدفع التي كنت أعرف أداءها من خلال مشروع فيلم قصير سابق، ومع أنها لم تقم بأية أدوار كوميدية سابقاً، حيث سبق لها العمل في أدوار مسرحية أو درامية في أفلام قصيرة، إلا أننا شعرنا بموهبتها وقمنا باختيارها.

أخبار ذات صلة

الإمارات ترحب باعتماد الأمم المتحدة قراراً حول منع الجرائم ضد الإنسانية

الإمارات وفنلندا تعقدان الدورة الثانية من أعمال اللجنة المشتركة في هلسنكي

نص ملهم
وعن حكايتها مع «العيد عيدين»، قالت الكاتبة سارة الصايغ: حلم تحقق بالنسبة لي، بأن أكون قادرة على كتابة فيلم عن أبوظبي، ويتم تصويره في مناطقها السياحية والترفيهية، فكانت فرصة عظيمة لإظهار ما تتمتع به العاصمة الإماراتية من إمكانات تصويرية ومرافق عالمية.
وأوضحت الصايغ أن رحلتها مع الفيلم بدأت عام 2018، عندما قرأت أحد النصوص القصيرة المشاركة ضمن برنامج الكتابة السينمائية التابع لاستوديو الفيلم العربي، وذلك خلال عملها موظفة تنفيذية لتطوير النصوص في «إيمج نيشن أبوظبي»، حيث كانت مسؤولة عن إيجاد النصوص التي يمكن تطويرها أو إنتاجها، وكان النص القصير الكوميدي الذي كتبته ساجدة المعلمي، إحدى المشاركات بالبرنامج، ملهماً بالنسبة لها، نظراً لقربه من واقع حياتها العائلية، لهذا تواصلت مع فريق التطوير، الذي أظهر دعماً وحماسةً لفكرة تطوير فيلم كوميدي عائلي إماراتي سعودي، مبني على نص ساجدة، وقامت بتحديد مواقع الأحداث بين الإمارات والسعودية، وتحديداً في أبوظبي التي تمثل وجهة عائلية مثالية تضم العديد من المتنزهات الترفيهية.

فروق ثقافية
ولفتت الصايغ إلى أنها بدأت في تكييف النص، بدمج الفروق الثقافية الإماراتية والسعودية، من أجل جعله نصاً أصلياً وملائماً لكلا الجمهورين، منوهة إلى أنه خلال رحلة البحث بين أسماء المخرجين المشاركين في برامج استوديو الفيلم العربي، تم اقتراح ميثة العوضي، وطُلب منها تقديم «إثبات المفهوم» (proof of concept)، وهو إنتاج مشهد يمثل نموذجاً صغيراً من الفيلم لتوضيح قدرتها على إدارته وإخراجه، وهو ما تم بنجاح.

إضافة جديدة
وشددت الصايغ على أن هذه الخطوة تمثل إضافة جديدة لاستراتيجية تطوير الأفلام عند العمل مع صانعي الأفلام الناشئين بـ«إيمج نيشن أبوظبي»، حيث يتيح «إثبات المفهوم» معرفة قدرة المخرج على مواجهة تحديات المشروع المحدد وتماشيه مع تنفيذ خطط الإنتاج، وفي بداية عام 2023، تأكد اختيار ميثة كمخرجة، ورواية كمنتجة للعمل، الأمر الذي يمثل علامة بارزة في مسيرة الإنتاج الإبداعي الإماراتية، حيث تقوم 3 نساء إماراتيات بتولي مهام الإخراج والإنتاج وكتابة النص لنفس الفيلم، وهو ما يُعد إنجازاً نادراً، ما أضفى شعوراً غامراً بالفخر بالنسبة لها، خصوصاً مع كونها موجودة في موقع التصوير للمرة الأولى، بصفتها مسؤولة تنفيذية في «إيمج نيشن أبوظبي» وككاتبة للنص.

فرصة ذهبية
المنتجة والمخرجة راوية عبدالله التي شاركت في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية بأفلامها القصيرة «مكتوب» (2012)، «اللون المفقود» (2011)، و«غيمة أمل» (2009) الذي فاز بجائزتي أفضل فيلم قصير وأفضل ممثلة في «مهرجان الخليج السينمائي» عام 2009، إلى جانب سيناريو فيلمها «خط التماس» (2017)، الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، وجهت شكرها إلى «إيمج نيشن أبوظبي» على الدعم الذي قدمته، والفرصة الذهبية التي أعطتها لها، للمساهمة في إنتاج أول أفلامها الروائية الطويلة «العيد عيدين». 
وقالت: درست إخراج في الأساس، وكنت ملمة بالعملية الإنتاجية، خصوصاً أنني شاركت في إنتاج الفيلم العالمي (Watcher)، لكنها تعلمت من تجربة «العيد عيدين» الكثير في هذا المضمار، وأتاحت لي «إيمج نيشن أبوظبي» هذه الفرصة لإثبات وجودي كمنتجة في عالم الأفلام الإماراتية الروائية الطويلة.

عمل سينمائي مميز
قالت راوية عبدالله: «صورنا الفيلم في صيف 2023، ولم أشعر مطلقاً بأي صعوبة، لاسيما أنني كنت أتعامل مع محترفتين في هذا المجال، وقد تعرفت عليهما سابقاً خلال تنفيذ أفلام قصيرة، وحالياً نتعاون سوياً في أولى أفلامنا الطويلة.. سارة الصايغ كاتبة رائعة، وميثة العوضي محترفة في الإخراج، لذلك أبدعنا جميعاً عملاً سينمائياً مميزاً، يعيد إحياء الأفلام المحلية العائلية الكوميدية».
وأعربت راوية عن سعادتها، بتكوين هذا الفريق السينمائي النسائي من قبل «إيمج نيشن أبوظبي» لتنفيذ فيلم «العيد عيدين»، في سابقة هي الأولى من نوعها، في إنتاج الأفلام المحلية.

ثقة كبيرة
أول مرحلة خاضها الفريق النسائي هي تقديم «إثبات المفهوم - (proof of concept) لـ«إيمج نيشن أبوظبي»، وتم إنجازه بنجاح خلال 4 أسابيع فقط، بعد اختيار واحدٍ من أصعب المشاهد في النص، وإنتاج مشهد يمثل نموذجاً صغيراً من الفيلم لتوضيح قدرتهن على إدارته وإخراجه، وهم ما تم بنجاح، وأكسب فريق «إيمج نيشن أبوظبي» ثقة كبيرة بكل من سارة وميثة وراوية، كفريق عمل ناجح يمكنه إتمام هذا المشروع.