علي عبد الرحمن (القاهرة)
أعربت الممثلة السورية كندة علوش عن سعادتها باختيار مهرجان «سينماس للأفلام المستقلة» بأبوظبي فيلمها «باص 22» و«نزوح» ضمن فعالياته، وأنها لم تتوقع رد الفعل الجماهيري للعرض الأول لـ«باص 22»، حيث رفعت دور العرض بالإمارات لافتة «كامل العدد»، معتبرة أن أبوظبي «وش السعد» عليها.
وقالت كندة إنها تجسد شخصية مديرة مدرسة دولية، تتعرض للعديد من الصعوبات إثر تعرض إحدى طالباتها لحادثة ووفاتها داخل حافلة المدرسة بسبب ارتفاع الحرارة، فتصطدم مع والدة الطالبة، ويبدأ صراع أخلاقي وإنساني.
وتدور الأحداث في إطار إنساني حول رغبة الأم، التي تلعب دورها الممثلة والمخرجة الهندية تانيشتا شاترجي، في الانتقام لابنتها، ورغم محاولات أسرتها والمسؤولين عن المدرسة تسوية الأمر إلا أنها لا تتوقف عن محاولة اللحاق بمن تسببوا في وقوع هذا الحادث المأساوي.
وأشارت علوش إلى أن الصعوبة الحقيقية كانت في الحبكة السينمائية واختيار موضوع شديد التعقيد يمس كل المجتمعات العربية، وإيصال رسالة أن ما تفرقه الثقافات المختلفة تجمعه الأمومة، بجانب العمل مع مخرجة محترفة هي الأميركية ويندي بيدنارز، واعتبرتها تجربة غنية بمسيرتها، أضافت لها الكثير، كما استفادت من خبراتها الواسعة.
أفكار حسّاسة
وحول تقديم 3 أفلام تحمل صبغة دولية ومع مخرجات أوضحت علوش، أن الأمر جاء بالصدفة، ولم يكن مرتباً له، ولكن سعدت جداً بالتجارب الثلاث على اختلافها، وفخورة بالعمل مع 3 مخرجات من جنسيات واتجاهات وأفكار مختلفة.
وكان فيلم «نزوح» مع المخرجة الفرنسية من أصل سوري سؤدد كعدان، وفيلم «السباحتان» مع المخرجة المصرية البريطانية سالي الحسيني، وفيلم «باص 22» مع الأميركية ويندي بيدنارز، وجميعهن مبدعات وصاحبات مدارس إخراجية مميزة، وقدمن أفكاراً إنسانية مهمة شديدة الحساسية، بالإضافة إلى أن الأفلام الثلاثة بها صبغة عربية عالمية إنتاجياً، تمهيداً للعرض بمهرجانات كبرى.
أصداء إيجابية
وعن فيلم «نزوح» كشفت كندة عن أنه رغم عرضه العام الماضي، إلا أن الأصداء الإيجابية حوله مازلت تبهرني كونه ناقش إحدى القضايا التي تهم المجتمع السوري، من تسليط الضوء على الصراعات التي شهدتها سوريا، حيث يدمر صاروخ سقف منزل فتاة ذات الـ 14 عاماً، وتنام بعدها لأول مرة تحت النجوم، وتقيم صداقة مع صبي بالمنزل المجاور، وتصر والدتها على الرحيل وتدخل في صراع مع زوجها، الذي يرفض أن يتحول للاجئ ويمنع عائلته من ترك المنزل.
تشكيل الوعى
عن الفرق الفني بين السينما العربية والعالمية، ترى كندة علوش أنه رغم المحاولات الدؤوبة من القائمين على صناعة الفيلم العربي، نجدها في أغلب الأحيان بعيدة عن مناقشة قضايا وهموم المجتمع، وأغلب الأفلام تميل إلى الطابع التجاري والسعي وراء الربح، على عكس السينما العالمية بجانب اهتماماتها بالطابع التجاري إلا أنها لم تغفل مناقشة القضايا المجتمعية، وهذا دور السينما في تشكيل وعى المشاهد إنسانياً وثقافياً.