لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من أجل تحقيق الاستقرار الأسري وتعزيز الوعي المجتمعي، تواصل مؤسسة التنمية الأسرية تقديم خدمة «التوازن بين الأسرة والعمل»، انطلاقاً من حرصها على تعزيز تماسك واستدامة الأسر الإماراتية، وتمكينها من مواجهة التحديات، والمساهمة في زيادة تكافؤ الفرص للقيادة، والمشاركة الاقتصادية بين الجنسين، وتعمل المؤسسة في إطار جهودها المستمرة على غرس وتعزيز القيم والمعارف المجتمعية الأصيلة التي تحقق الاستدامة المجتمعية، إلى جانب استقرار ورفاه الأسرة، وصولاً إلى استشعار السعادة الدائمة.
تحدٍّ حقيقي
قالت وفاء آل علي، مديرة دائرة تنمية الأسرة في مؤسسة التنمية الأسرية، إن العصر الحديث بإيقاعه السريع وتطوره الهائل يرفع من معدلات الضغط اليومي، وهو ما جعل تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية تحدياً حقيقياً للكثيرين ويحتاج لموائمات ومقاربات دون إجحاف أحدهما بالآخر، الأمر الذي يتطلب ضرورة توجيه الجهود بحكمة وربطها مع التصميم الاستراتيجي لتحقيق التوازن بإدارة المسؤوليات والالتزامات، بشكل يضمن الرضا والرفاهية النفسية.
أضافت آل علي: «التوازن بين الحياة المهنية والأسرية يمثل حالة يسعى فيها الشخص إلى توازن مستدام بين متطلبات عمله ومسؤولياته الشخصية والأسرية، حيث يرتكز على توجيه الوقت وإدارته والانتباه بشكل مناسب لكل جانب من جوانب الحياة، سواء في العمل أو مع العائلة والأصدقاء، ما يحقق الرضا الشخصي والمهني، ويسهم في تعزيز الصحة العامة وبناء علاقات اجتماعية قوية ومتماسكة، ولتحقيق هذا التوازن علينا تحديد الأولويات المتمثلة في تحديد الأهداف الشخصية والمهنية وترتيبها حسب الأهمية والتأثير المتوقع، ومن ثم تخصيص الوقت والجهد والموارد لتحقيق هذه الأهداف، ما من شأنه أن يساعد في توجيه الجهود بشكل أفضل بالإضافة إلى تجنب الإرهاق والتشتت».
الرعاية الذاتية
أكدت آل علي أهمية العلاقات الشخصية مع العائلة والأصدقاء، والدعم الاجتماعي والتواصل الجيد، موضحة أن تعزيز ثقافة الرعاية الذاتية وأهمية الصحة العقلية والبدنية تلعب دوراً مهماً في تحقيق التوازن والرفاهية النفسية، وذلك من خلال توفير الوقت لممارسة النشاطات التي تساعد على الاسترخاء وتجديد الطاقة، وتناول الغذاء الصحي الذي يعتبر جزءاً أساسياً في تحسين الصحة العامة والبدنية، مشددة على ضرورة المرونة التي تساعد على التكيف مع المواقف الصعبة والمحافظة على التوازن باعتباره حالة لا تتسم بالثبات الدائم.
إدارة الوقت والموارد
وأضافت وفاء آل علي: «قد تتغير الأولويات والظروف مع مرور الوقت، ما يتطلب أن نكون أكثر مرونة واستعداداً للتكيف مع الواقع وإيجاد الخطط البديلة عند الضرورة.
كما يجب أن ندرك أن تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية هو رحلة مستمرة ومتواصلة؛ لذا يجب علينا التركيز على الأولويات، والاستفادة من الخبرات التي نكتسبها في رحلتنا، من خلال تطوير أنفسنا وتحسين إدارتنا للوقت والموارد، بما يمكننا من تحقيق حياة متوازنة ومليئة بالسعادة، من أجل بناء مستقبل يتسم بالاستقرار والرضا لأنفسنا ولأحبائنا».