تامر عبد الحميد (أبوظبي)
تتمتع الفنون في كوريا الجنوبية بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، وحققت السينما والموسيقى والفنون الشعبية الكورية نجاحاً لافتاً، بفضل صناعها الذين نفذوا العديد من الأعمال الفنية بمضمون مغاير، وقصص وأفكار مختلفة، واستعراضات متفردة، باعتبارها قوة ناعمة. ومنذ انطلاق السينما الكورية عام 1920، استمرت هذه الصناعة بالاتساع والنمو، حيث أصبح للسينما الكورية إصدارات لأفلام ذات فئات متنوعة، وبات لها قاعدة جماهيرية واسعة عالمياً، خصوصاً بعدما نال فيلم Parasite - «الطفيلي» جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، حيث ارتفع إقبال الجمهور على مشاهدة الأفلام الكورية بشكل كبير حول العالم، وتم إدراجها على لائحة ترشيحات الجوائز العالمية كل عام، وعلى مدى عقد من الزمن قد تم إنتاج أكثر من 100 فيلم كوري، واستمر عدد الإنتاج في ازدياد حتى وصل لأكثر من800 فيلم في العام 2021.
رواج كبير
من أبرز الأفلام التي حققت رواجاً كبيراً وانتشاراً لافتاً، فيلم الرعب The Wailing الذي وصلت إيراداته إلى 52 مليون دولار، وفيلم التشويق Oldboy، الذي حقق 15 مليون دولار، والفيلم العائلي الرومانسي Ode to my father، الذي حصد 99 مليون دولار، وفيلم التشويق Train to busan الذي حقق إيرادات وصلت إلى 98 مليون دولار، وفيلم الغموض والرعب The Call، الذي حقق نجاحاً كبيراً على منصة «نيتفلكس» العالمية.
تعاون مثمر
وبالتعاون المثمر بين المركز الثقافي الكوري في الإمارات، وسفارة جمهورية كوريا، تم تأسيس «مهرجان الأفلام الكورية» الذي ينعقد كل عام في أبوظبي، واستمر لمدى 7 سنوات حتى الآن، حيث أقيمت دورته السابقة منذ فترة في «فوكس سينما» ياس مول بأبوظبي، ويعرض المهرجان سنوياً باقة من أبرز الأفلام الكورية التي حققت رواجاً بعد عرضها في صالات السينما، ونجاحاً كبيراً بعد مشاركتها في مهرجانات سينمائية دولية حاصدة العديد من الجوائز العالمية، وتم عرض 8 أفلام في النسخة السابعة من «الأفلام الكورية 2023»، تتمحور قصصها حول مفهوم الأخوة والصداقة، ومنها: فيلم «الصيد» الذي تم اختياره لعرضه في افتتاح المهرجان، بعدما نال شهرة واسعة بعد عرضه في مهرجان «كان السينمائي الدولي»، وهو يمزج بين التشويق والأكشن، إخراج لي جونغ جاي، والفيلم الكوميدي الأكشن «مهمة: ممكنة»، و«بومة الليل»، وهو عمل درامي من إخراج آهن تاي جين، و«الاعتراف» من نوعية أفلام الجريمة، وهو من إخراج يون جونغ سيوك، وفيلم الخيال العلمي «الفضائي» الجزء الأول من إخراج تشوي دونج هون، بالإضافة إلى فيلم الأنيمشن والرسوم المتحركة الشهير «بورورو والأصدقاء: مكافحة الفيروسات».
تقارب ثقافي
وأكد لي يونغ هيي، المدير العام للمركز الثقافي الكوري، أن مهرجان «الأفلام الكورية» يهدف إلى استقطاب المجتمع الإماراتي وتعريفه عن قرب على الثقافة الكورية، وقال: إن صناعة الأفلام من الوسائل الممتعة والفريدة التي تعزز التقارب الثقافي بين الإمارات وكوريا، لاسيما أن أبوظبي تعتبر عاصمة صناعة السينما، لما تتمتع به من دور كبير في هذا القطاع، واستقطاب صناع السينما والمواهب والإبداعات من شتى أنحاء العالم. كما أن الشعب الكوري يحب بشغف التعرف إلى ثقافات الأخر وبالأخص الثقافة الإماراتية، لذا نطمح بتعزيز التعاون المثمر بين الإمارات وكوريا لتطوير العمل في صناعة الأفلام.
إثراء التنوع
من ناحيته، أوضح حميد الحمادي، رئيس جمعية الصداقة الإماراتية الكورية، أن أبوظبي نجحت في استقطاب أبرز الأحداث الفنية والثقافية العالمية في السنوات الماضية، ويلعب كل من المركز الثقافي الكوري والسفارة الكورية في أبوظبي دوراً مميزاً وهاماً في إقامة هذه الفعالية السنوية الناجحة، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في إثراء التنوع الثقافي في العاصمة الإماراتية.
فنون شعبية
في الفنون الشعبية تميز الموسيقيون الكوريون بالعزف على العديد من الآلات الموسيقية، وبالأخص الوترية، كما تميزوا أيضاً في أداء مختلف الأنواع الموسيقية، منها الكلاسيك والبوب والتكنو والهيب -هوب والجاز والروك، وعادة ما تكون الفقرات الموسيقية والغنائية الكورية، مصاحبة مع استعراضات مبهرة، ويتم تأديتها باستمرار في المهرجانات والاحتفالات السنوية، وتشتمل على الأزياء التقليدية للنساء وأبرزها ما يسمى بـ «الهانبوك»، والألوان الخاصة للزي الطويل بالنسبة للرجال.
إقبال متزايد
شهدت الأعمال الدرامية التلفزيونية في كوريا الجنوبية إقبالاً متزايداً في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعدما عرض بعض المسلسلات على المنصات الرقمية، والتي نالت انتشاراً عربياً وعالمياً لافتاً، ومنها مسلسل «لعبة الحبار» - Squid Game، الذي تصدر منصة «نتفليكس» منذ عرض أولى حلقاته محققاً نجاحاً كبيراً.