خولة علي (دبي)
سلطان الزرعوني طالب مثابر وطموح ومجتهد، في المرحلة الثانوية، وجد شغفه في عالم الروبوتات وتقنية الذكاء الاصطناعي، رغبته في التعرف على عوالم هذه التقنيات وعلومها، دفعته لشراء روبوتات وتفكيكها وتركيبها مجدداً محاولا التعرف على تقنية عملها ومتحدياً نفسه في مدى قدرته على إعادتها لصورتها الأولى أو إضافة بعض التقنيات عليها مقدماً منتجاً مبتكراً من إبداعه.
التعليم الذاتي كان سبيله في تطوير نفسه منذ البداية، حيث انضم سلطان الزرعوني إلى «نادي الإمارات العلمي» المختص في الأعمال التقنية والصناعية وغيرها من المهن، ليبدأ أولى خطواته في تعلم تقنية الروبوتات على أيدي خبراء متخصصين عبر ورشة «vex iq» في تقنية صناعة الروبوتات، مشيراً إلى أن التقنيات عالمها واسع وتفتح آفاق التفكير والبحث في ماهية هذه العلوم الدائمة التطور، فالرحلة فيها لا تتوقف عند نقطة محددة، وإنما تجعل المرء في مسيرة لا تنتهي من البحث عن مشاريع مبتكرة وأفكار متجددة تخدم قطاعات مختلفة وتلبي احتياجات المجتمع، فالصناعات التقنية تلعب دوراً محورياً في تقدم الدول ونموها اقتصادياً.
مسبح آمن
وقدم الزرعوني الكثير من المشاريع الابتكارية في تقنية الذكاء الاصطناعي، منها المسبح الآمن الذي يشكل حاجزاً أمنياً ووقائياً تجنباً لحدوث حوادث الغرق، وعن هذا المشروع يقول «تم ابتكار هذه التقنية، للحد من حالات غرق الأطفال في أحواض السباحة، من خلال نظام حماية حول محيط المسبح يعتمد على مستشعرات الحركة والوزن، ويتصل بنظام تحكم في صورة شبكة آمنة للطفل».
مشروع ري
كما ابتكر الزرعوني مشروع الري، الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لري الأراضي عن بُعد، ما يساعد أصحاب المزارع على إدارة متطلبات الري لمزارعهم بطريقة فعالة ويقلل من التكاليف والجهد، كما يلبي احتياجات المزارع من مستويات مختلفة من الري بناءً على الظروف الجوية.
ويوضح الزرعوني أن المشروع يتكون من مجموعة مضخات وحساسات تدار بواسطة تقنية متصلة بشبكة الإنترنت لقياس حالة الطقس والتربة في موقع الأرض الزراعية وعلى ضوئه يتم تحديد حالة النباتات ومدى حاجتها للتغذية، مما يسهل على المزارعين الاهتمام بمزارعهم وحقولهم دون عناء.
خبرات جديدة
عن منهجه في اكتساب المعرفة وتطوير مهاراته، يؤكد الزرعوني أن التجارب والمحاولات المستمرة هي وسيلة مهمة للتعلم، واكتساب خبرات جديدة، بالإضافة إلى المشاركة في المسابقات لتبادل المعرفة مع مشاركين من دول أخرى والاطلاع على مشاريعهم الابتكارية، وقد شارك الزرعوني في عدة مسابقات على المستوى المحلي والدولي حقق فيها إنجازات متقدمة بالتعاون مع فريقه ورفعوا اسم دولة الإمارات عالياً في محافل دولية، أظهر فيها المشاركون مدى تميز ونجاح أبناء الوطن في تقنية الذكاء الاصطناعي.
بيئة خصبة
أشار سلطان الزرعوني إلى اهتمام وتشجيع الدولة لأبنائها لخوض مجالات الذكاء الاصطناعي، من خلال فتح الكثير من المراكز والهيئات المعينة بالابتكار، مع توفر كليات وجامعات متخصصة في هذا المجال، وإجراء المسابقات والمعارض المعنية بالمشاريع الابتكارية، وتطوير الأنظمة والتقنيات في المؤسسات الحكومية والخاصة، التي أصبحت تدار بتقنية الذكاء الاصطناعي، فوجود هذه البيئة الخصبة دفعت الكثير من الطلبة للانطلاق في رحاب هذا العلم، لتقديم مشاريع ابتكارية أثبتت نجاحها في عدد من المسابقات العالمية.