عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
على بعد 766 كيلومتراً من العاصمة الكولومبية بوغوتا، يقع مسجد يصنَّف ثالث أكبر مسجد في أميركا الجنوبية، يسمى «مايكاو» ويطلق عليه السكان اسم مسجد عمر بن الخطاب. وهو رمز للتلاقي الثقافي والروحاني والتعايش السلمي في الدولة اللاتينية. فتح المسجد أبوابه للمرة الأولى عام 1997 بجهود وتبرعات من السكان المحليين، وتم تصميمه من قبل المهندس المعماري الإيراني علي نمازي، بطريقة تعكس روح التطور التقني مع الحفاظ على جمال وأصالة الفن الإسلامي، ما يجعله وجهة للزوار والمسلمين المقيمين.
معمار جميل
التصميم الخارجي المميز يلفت الأنظار بمئذنة ترتفع 37 متراً عن سطح الأرض مؤلفة من 3 طوابق ويعلوها هلال نحاسي رائع، وبجوار المئذنة قبة بيضاء كبيرة فوقها هلال أيضاً، وتم تصميم نوافذ زجاجية طولية وأخرى دائرية بكامل محيط الجدار الخارجي للمسجد.
استخدم مصمم مسجد مايكاو فن الزجاج المعشّق في تزيين النوافذ العملاقة على طريقة المساجد التاريخية بالأشكال الهندسية المعروفة، والنوافذ مغطاة من الأعلى بأقواس من الحجر الأبيض لحمايتها من الأمطار وأعمدة رخامية خارجية.
عند الدخول من بوابة المسجد الرئيسة، يلاحظ الزائر الزخارف الإسلامية البديعة المحفورة يدوياً على الأخشاب، وينطبق الأمر على الجدران الداخلية المزينة بالزخارف والآيات القرآنية ولفظ الجلالة، إلى جانب نقوش بفنون الخط العربي في تجويف القبة الداخلي.
يضفي الزجاج الملون مع أشعة الشمس رونقاً خاصاً في الصالة الرئيسة، وتتباين الألوان مع السجاد الأخضر بأرضية المسجد الذي يتألف من طابقين: الأول للرجال بمساحة المسجد كاملاً، والثاني للنساء بمساحة أقل.
أجواء رمضان
أجواء خاصة يعيشها رواد مسجد مايكاو في شهر رمضان الكريم، حيث يتزيّن من الخارج بالأضواء الملوّنة احتفالاً بالشهر الفضيل، كما يشهد تجمعات من قبل مسلمي كولومبيا لتناول وجبة الإفطار عند أذان المغرب وأداء صلاة التراويح. ويشهد المسجد خلال شهر رمضان تعاوناً مجتمعياً من خلال جمع التبرعات المادية والعينية لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في مدينة مايكاو، وإعداد وجبات الطعام المجانية لمختلف فئات المجتمع.