علي عبد الرحمن (القاهرة)
المؤلف علي صبري، حالة خاصة في كتابة الدراما العراقية، إذ كان اهتمامه الأول تجسيد المظاهر الاجتماعية للبيئة المحلية، وعلى الرغم من قلة أعماله الأدبية الدرامية، وعددها 14 عملاً، فقد أصبحت أيقونة خاصة بالدراما العراقية، محققة نجاحاً جماهيرياً. وُلد علي صبري الخفاجي عام 1959 بمدينة البصرة، وحصل على شهادته من المعهد التقني متخصصاً في مجال الكهرباء، وعلى الرغم من تخصصه العلمي، كان يملك بذرة إبداع نمت في ظل حبه للكتابة حتى أصبحت شجرة تظلل الدراما العراقية وترفدها بثمار الإبداع. بدأ مسيرته في ثمانينيات القرن الماضي، من خلال النصوص المسرحية، حيث قدم أول أعماله مسرحية «العاشق» عام 1985. ومع نجاحها على المستوى الجماهيري، قدّم نصه الأدبي الثاني «الديدان» عام 1986، ثم «الخفافيش» و«كيف تصبح مليونيراً»، إلى آخر نصوصه المسرحية «فرسان بني شرف» عام 1993.
واتجه «محترِف الدراما العراقية» إلى عالم التلفاز عام 1988، حيث قدم أول أعماله الأدبية «البيانو» عام 1988 في 5 حلقات. وفي العام التالي قدم مسلسله «كان حلماً»، ويُعتبر عام 1991 نقطة تحول في مسيرته الأدبية، حيث قدم أول أعماله الدرامية الطويلة «خيوط من الماضي» من 30 حلقة، لتبدأ رحلته الأدبية بعالم الدراما التلفزيونية، مسلّطاً الضوء على واقع المجتمع العراقي من خلال أحداث مسلسلات «الواهمون» و«عربة الخوف» و«الأشرعة»، وسواها من الأعمال الدرامية الاجتماعية. اتجه إلى الدراما التاريخية من خلال ثلاثية «مناوي باشا»، وتناول فيها عبر 3 أجزاء قصة حي مناوي باشا بمدينة البصرة، ومعاناة سكانه إبان الحقبة الملكية.
واعتمد صبري نمط الدراما المسرحية، مضيفاً إليها لمساته الفكرية على شخصيات نصوصه، وطرح مفهوماً إنسانياً كان يود تعميمه خلال أعماله الأدبية. ومن يتابع أعماله يكتشف أنه تناول التاريخ الاجتماعي والسياسي لشخصيات أعماله، وتحديد معالمها وهويتها. وحصد العديد من الجوائز الأدبية والفنية خلال مسيرته الإبداعية، أبرزها جائزة الدولة العراقية للإبداع، وجائزة مهرجان بغداد التلفزيوني لأفضل كاتب سيناريو، بالإضافة إلى جائزة إذاعة بغداد السنوية. وفي نوفمبر عام 2022، قرر الابتعاد عن المعترك الأدبي، نتيجة التغيرات التي طرأت عليه، والتي لا تتناسب مع مكانته الأدبية.