أحمد عاطف (القاهرة)
طراز معماري لافت يتمتع به مسجد أوبورن جاليبولي في ضواحي مدينة سيدني النابضة بالحياة، كنموذج للتاريخ العريق والهوية الثقافية الإسلامية في أستراليا، ويُعتبر واحداً من أبرز الأماكن الدينية والثقافية في البلاد.
تأسس المسجد عام 1979 بعد تزايد حاجة المسلمين من سكان أستراليا إلى مكان لأداء الصلوات والتجمعات الدينية بشكل منتظم، وأعيد تجديده وافتتاحه مرة أخرى عام 1999، وتحول منذ ذلك الوقت إلى مركز إشعاع إسلامي وثقافي يجمع المسلمين، حيث يزوره يومياً نحو 500 مصلٍ.
طراز عثماني
تبلغ مساحة المسجد 4200 متر، وتتسع ساحة الصلاة لأكثر من 2000 مصلٍ مقسمة للرجال وللسيدات، ويتألف من عدة طوابق تشمل مختلف الأنشطة الدينية والثقافية والاجتماعية.
يتميز المسجد بتصميمه المعماري على الطراز العثماني، ويجمع بين العناصر التقليدية والحديثة بشكل رائع، وتتوسط المبنى القبة الرئيسة التي تتفرع منها أنصاف قباب صغيرة تعكس التراث الإسلامي التقليدي، وتحمل تفاصيل فنية من الزخارف والنقوش، وتحوط به مئذنتان تضيفان جمالية إلى المعمار الخارجي للمسجد.
يحمل تصميم البوابة الرئيسة لمسجد أوبورن الطراز العثماني مع نقوش معقدة، ويضم حديقة جميلة توفر مساحة هادئة للصلاة. ومن الداخل، يلفت المعمار الأنظار، لاسيما السقف الذي يحمل زخارف إسلامية ملونة ويتزين بأشكال هندسية وآيات قرآنية بالأزرق والأخضر والأحمر، ما يمنح المكان رونقاً خاصاً. وتتدلى الثريات الفاخرة بمقاسات مختلفة تتوسطها ثريا عملاقة رئيسة، كما يشتهر المسجد بمنبره المرتفع المزين بالزخارف والنقوش الملونة، وتم تزويده بعدد كبير من النوافذ تسمح بدخول الإضاءة النهارية.
أجواء رمضانية
نشاط مكثف يشهده المسجد خلال شهر رمضان، حيث يأتي المصلون إليه من أنحاء أستراليا للاستمتاع بالأنشطة المخصصة في الشهر الكريم، مثل الإفطار الجماعي اليومي وصلاة التراويح وقيام الليل.
ويضم المسجد مكتبة ومدرسة دينية لتعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية، ما ساهم في تحوله إلى نقطة للتعايش الثقافي والديني، ومركز للتفاعل والتواصل بين أفراد المجتمع الأسترالي، وتعكس أنشطته التراث الإسلامي والتطور الحضاري للمسلمين هناك.