بعث جديد لهذه المراكب الراسية في الميناء وعودة حميدة بذكريات الآباء، أهل البحر والسفر من «بندر إلى بندر»، «يأخذنا الهواء سفر»، بعث مهم وغالٍ وجديد يعيده ورثة آباء البحر إلى المراكب القديمة المتجددة وحكايات اكتسبها من عاشوا زمنها، على ظهر مركب تسهر السنين عليه تحكي لورثة الأجداد حكايات من قبل من وإلى أول البداية في كل مكان، «سالفة» يقول وريث الأيام بذكرى الأب الصديق محمد إن الأشياء الحلم هي الحقيقة، والحقيقة تنتمي بكل شغفها إلى القلب، القلب ميزان عدل، اتفقت العائلة على المحافظة على الإرث، رسى المركب في ميناء الأيام وذكرياتي جزء منها طفولتي وخبرة والدي في البحر كانت لي، احتفظت بها شاهداً، عنها أروي شدائد الأيام، أسرارها وأفراحها، أتحدث عن عودة المركب الراسي في البحر بوجدانه ودفء ما يختصه في القلب يطرح أسئلته.
«أول الأشياء»..
الأكثر تأثيراً والتي لها أبعاد إيجابية على المسيرة وشكلت شخصيتك وتثريها وتوفر لها ما يساعدها على البيئة الخضراء والنوايا السليمة يكون عطاؤها كريم، ولي في أول الآشياء ذكريات وشجون بقيت في الخاطر في أجمل صورها، التلفزيون حين دخل «بيتنا القديم» أنا على صور الجدار ومحبرة الحبر التي اشتريتها من مكتبة «خالد بن الوليد» البُعد الذي استلفت منه حتى أتمكن من عودتي ثانيةً من الغياب وحاجات اليوم البسيطة التي أخذتها من السوق، وقت الأشياء اللازمة التي أركنها للتأجيل، والخطوات التي تقودنا إلى الفرجان وزوايا العمر، خواطرنا التي تركناها في كل زاوية ومكان، على السلام والخير اجتمعنا فيه، مع أشيائنا الاجتماعية الأكثر مودة وصلة، الود موصول بروابط قوية منا ولنا وعلينا، هي فينا، أول الأشياء هي صدور أول نسخة تعبير نقدم بها أنفسنا للحياة بصدق ومن دون هوامش، أول الأشياء اقتناء نحفظها بثقة ونحيطها برعاية وقوانين تمنع الاقتراب منها في كل خطوة وجود ولو المسافة بعيدة، الأشياء الأولى تحفظ شجون اللحظة وقدرتها على الرجوع، التذكر وقوة التنبية في نفس السياق نمضي إلى حضورنا، نعود إلى أشيائنا الأولى، الأولى دائماً «أرواح تلتقي»..
«خاطرة»..
قبل أن يفتح الليل ستائره/ ويبصر الشارع/ يقف طفل المدرسة/ في البرد نعسان/ والحافلة في انتظار الإشارة الضوئية/ تصل حافلة المدرسة/ محملة بالطلاب والنوم/ قبل صلاة الفجر/ يستريح القمر على شرفة/ يتأمل العمران والضوء/ متفائل والأمكنة لطيفة/ يعطي اتساع ما في قلبه/ وعنده، ما عنده/ المدينة أحلام/ والنية أماني.