عبد الله أبوضيف (القاهرة)
15 عاماً مرّت على افتتاح مسجد الشيخ زايد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والذي أصبح مركزاً لنشر تعاليم الدين الإسلامي السمح وأيقونة للعمل الإنساني في أفريقيا. يحمل المسجد الذي يُطلق عليه اسم مسجد النور الكبير، تاريخاً كبيراً، حيث وضعت أساسات مبناه القديم نهاية القرن التاسع عشر، ليكون بذلك أول مسجد في أديس أبابا تحت اسم مسجد بنين، لكن قِدم المبنى، وضيق مساحته دفعا مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بتوجيهات من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، «طيب الله ثراه»، لإعادة بنائه وافتتاحه في شهر رمضان من عام 2009 ليصبح ثاني أكبر مسجد في إثيوبيا.
عمارة عصرية
يتسم مسجد الشيخ زايد في أديس أبابا، بمعمار عصري ممزوج بالطراز التقليدي للمساجد العربية التاريخية، بواجهات زجاجية عملاقة تزين الجدران بنّية اللون، ويشتهر المسجد بمئذنتين عملاقتين و3 قباب إحداها كبيرة رئيسة فوق ساحة الصلاة. وتتسع مساحة المسجد لـ3000 مصلٍ، وقُسّمت إلى 3 أدوار لتشمل مصلى للرجال وآخر للنساء، إلى جانب مكتبة كبيرة وقاعة لتقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية إلى أفراد المجتمع الإثيوبي. ومن الداخل يسود المعمار البسيط على المسجد بألوانه البيضاء، التي تبعث الراحة على رواده، وتتخلل ساحة الصلاة أعمدة رخامية أنيقة الشكل، وتمنح النوافذ الزجاجية العملاقة إضاءة طبيعية هادئة نهاراً، ويتزين السقف بثريا تتدلى من وسط القبة الرئيسة العملاقة مع سجاد أحمر يزين أرضيته.
دور إنساني
دور فاعل يقوم به مسجد الشيخ زايد على المستوى الإنساني، حيث يقدم المساعدات وحملات إطعام للمحتاجين في المناطق المجاورة ويدعم حفر الآبار في المناطق النائية لتوفير المياه العذبة، ويساعد الفئات المتضررة في حال وقوع كوارث أو أحداث خطيرة وتحسين الحالة المعيشية لهم. وعلى المستوى العلمي، تُنظم في المسجد دورات تدريبية علمية وثقافية للشباب والأطفال في مجالات عدة، مثل العلوم الإسلامية واللغة العربية وعلوم القرآن، إيماناً منه بأهمية ترسيخ الثقافة الإسلامية السمحة. وفي شهر رمضان، يتوجه الصائمون إلى المسجد قبيل صلاة المغرب لتناول الإفطار الجماعي، وينتظرون حتى انتهاء صلاة التراويح.