الخميس 21 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الكُحل العربي».. صناعة متوارَثة

بخيتة المنصوري تنقل حرفة الأجداد (تصوير: وليد أبوحمزة)
28 مارس 2024 01:58

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تمتلك بخيتة المنصوري، أسرار صناعة الكحل العربي، هذا الموروث الشعبي الذي ارتبط بجمال المرأة، وتحرص على نقل حرفتها إلى الشابات لضمان استدامتها في المجتمع، والتعريف بطقوس الكحل التي رافقته، لافتة إلى أنه بالرغم من التطور الكبير الذي تشهده أدوات التجميل، إلا أن الكحل العربي الذي يُصنع منزلياً، وتوارثت طريقة صنعه الأمهات والجدات، لا يزال حاضراً في المهرجانات التراثية. وذكرت أن الكحل عبارة عن «إثمد»، وهو حجر طبيعي صحي، كان يُستخدم كزينة ودواء للعين.

شغف المعرفة
طورت المنصوري مهاراتها وصنعت الكحل العربي من «الإثمد»، وهو عبارة عن حجر يدق في «الهاون» الخشبي أو النحاسي ليتحول إلى مسحوق، ويُنخل باستعمال قماش لأكثر من مرة للحصول على كحل ناعم، ليكون جاهزاً للاستعمال بدون أي إضافات، موضحة أن المرأة قديماً كانت تعتمد على الكحل في زينتها بشكل أساسي. وقالت إنها تعمل على نشر هذه المعرفة ونقل خبراتها في صناعة الكحل العربي إلى الشابات، ومنهن نورة المنصوري التي تحرص على تعلّم صناعة الكحل بالطريقة التقليدية، حيث أكدت أن المهرجانات توفر لها فرصة كبيرة لاكتشاف تراثنا، مشيرة إلى أنها شغوفة بالحرف التراثية والقصص الاجتماعية القديمة التي رافقت رحلتها، مؤكدة رغبتها في تطوير هذا المنتج باستخدام الطرق العصرية في تغليفه وتسويقه، ما يضمن استدامته للأجيال.

نواة التمر
أشارت المنصوري، إلى أن المرأة قديماً كانت تصنع الكحل الطبيعي من نواة التمر، الذي يتميز بجودة عالية، حيث كانت تقوم بتحضيره، عبر تنظيف نواة التمر من بقايا التمر الملتصقة بها، وتجفيفها تحت أشعة الشمس ليومين أو أكثر، ثم نقعها في الماء ليومين إضافيين، قبل أن تتعرض للشمس مجدداً حتى تجف تماماً. وبعد ذلك تعمل على تحميصها على الحطب حتى تتحول النواة إلى اللون الأسود، ثم تدق في «الهاون» لتتحول إلى بودرة ناعمة، ثم تُنخل في قماش ناعم، لتصبح هذه البودرة صالحة للاستعمال بعد إضافة زبدة حيوانية طبيعية لها لتتماسك، ويتم وضعها في الصدف. وهذا يُطلق عليه كحل «الصراي» الذي يتم حفظه في عبوة زجاجية، بينما يستخدم «المرود» الخشبي لتكحيل العين، موضحة أن هذا النوع من الكحل الطبيعي صحي ومستدام، ويضفي جمالاً على العين، ويساعد على صحة الرموش، ويمنحها مظهراً أنيقاً، كما يزيد من كثافة الحواجب، ومن عادة الأجداد أنهم كانوا يسخدمونه لتكحيل عيون الأطفال وحواجبهم.

إبداع المرأة
بخيتة المنصوري، وفرت زينتها من صنع يديها، مستغلة ما جادت به الطبيعة، تعلمت من جداتها كيف تصنع الكحل العربي من نواة التمر، ثم من «الإثمد»، وتواصل اليوم نشاطها وحضورها في المهرجانات لتثقيف الأجيال وتعريفهم بقدرة المرأة على الإبداع والاستثمار في خيرات الطبيعة، كما تسعى لتعليم الفتيات هذه الحرفة للحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©