أحمد عاطف (القاهرة)
مكانة تاريخية كبيرة يحظى بها مركز فيينا الإسلامي الذي يضم أكبر مساجد النمسا، حيث يقصده آلاف المسلمين سنوياً ويتجاوز عمره الـ 50 عاماً، ويقوم بدوره الديني والثقافي في العاصمة فيينا، كواحد من أهم المنارات الإسلامية هناك. واجهت إنشاء مركز فيينا صعوبات عديدة، حيث بدأت فكرة بنائه عام 1965، لكن لم يبدأ التنفيذ الفعلي إلا بعدها بـ 4 سنوات، وأصبح جاهزاً لاستقبال المصلّين، وصدر النداء الأول للصلاة به في عام 1977.
معمار فريد
وبحسب الموقع الرسمي للمسجد، فإن المساحة التي بُني عليها تبلع 8300 متر، ويصل ارتفاع المئذنة إلى 32 متراً، بينما ترتفع القبة الخضراء العملاقة إلى 16 متراً وعرض محيطها 20 متراً، وتم المعمار الداخلي والأثاث بدعم من الدول العربية مادياً وبالفنون المستخدمة فيه، ويتجسد ذلك في الزخارف والديكورات والنجفة الكريستالية العملاقة المتدلية من منتصف سقف المسجد وتحديداً أسفل القبة. ويقول عبد الرحيم ريحان الخبير في الآثار الإسلامية: إن الزخارف الداخلية مأخوذة بالكامل من الطراز الإسلامي القديم، سواء النقوش الخضراء على الجدران الأمامية أو تلك المرسومة بالخطوط والأشكال الهندسية على جدران المسجد الداخلية بالكامل، إضافة إلى فنون الزجاج المعشّق الملون في النوافذ. وأوضح ريحان أن المنبر الخشبي يتشابه مع المساجد التاريخية، أما المحراب فهو مزيج بين التقليدي والكلاسيك، سواء من ناحية النقوش أو الألوان المستخدمة، ما يمنحه رونقاً خاصاً، كما يغلب على مركز فيينا من الداخل اللون الأبيض.
أجواء رمضان
لا يفتح مركز فيينا الإسلامي أبوابه للصلاة فقط، وإنما يضم عدداً كبيراً من القاعات التي يتم من خلالها تقديم جلسات ومحاضرات عن الدين الإسلامي، وتوعية المقبلين على الزواج، ودروس علم للأطفال والشباب المسلمين في النمسا باللغتين الألمانية والعربية.
وفي رمضان، تكون الأجواء مميزة بالمركز نظراً لتنوع ثقافات وجنسيات الجالية المسلمة هناك، فتكون مناسبة سنوية لالتقاء أنواع مختلفة من الأكلات الشعبية والعادات الرمضانية، ويقدم المركز وجبات إفطار مجانية جماعية للصائمين.