علي عبد الرحمن (القاهرة)
يمثل حالة خاصة في كتابة الدراما، كان اهتمامه الأكبر مرتبطاً بالتراث الشعبي، حوّله إلى أعمال درامية، نالت إعجاب المشاهد العربي. هو الكاتب يسري الجندي الذي كتب مجموعة مميزة من الأعمال الدرامية الاجتماعية والتاريخية، ومنها «جمهورية زفتى» و«سقوط الخلافة»، كما أبدع في الدراما التي ارتبطت بالواقع ورصد المتغيرات المجتمعية، ومنها «التوأم»، و«شارع المواردي» و«سامحوني مكنش قصدي»، و«من أطلق النار على هند علام»، إضافة إلى أعمال خالدة، منها «علي الزيبق»، «السيرة الهلالية» و«الطارق» و«جحا المصري»، بطولة يحيى الفخراني، وإخراج مجدي أبو عميرة، وعُرض في رمضان 2002.
تميزت أعمال الجندي التلفزيونية بالطابع الفانتازي في التناول والتنوع بين التاريخي والشعبي، ومنها «عبدالله النديم»، و«نهاية العالم ليست غداً»، و«أهلاً جدي العزيز»، و«المدينة والحصار»، و«علي بابا».
ومن أبرز الشخصيات التراثية التي قدمها وأحبها الجمهور، «علي الزيبق» الذي عُرض عام 1985، بطولة فاروق الفيشاوي، وتناول شخصية الزيبق الذي يعيش في فترة «المماليك»، كما كتب مسلسل «السيرة الهلالية» بأجزائه الـ 3، ويُعتبر من أشهر الحكايات الشعبية، وتناول العمل قصة البطل الشعبي «أبو زيد الهلالي».
وقد أثرى الكاتب وجدان الشخصية المصرية بكثير من الإبداع، كأحد أهم المؤلفين الذي يحمل بصمات معاصرة متفردة في تناوله للتراث والفلكلور الشعبي، راصداً الجوانب الإنسانية الأكثر تأثيراً وتحريضاً للمتلقي على التفكير في كيفية الحصول على حقه في العدالة والحرية، فكان البطل في أعماله دائماً يسعى لتحقيق العدل.
وتولى الجندي العديد من المناصب، فعمل بوزارة الثقافة ومديراً لمسرح السامر بالقاهرة، ثم مديراً للفرقة المركزية للثقافة الجماهيرية ومستشاراً لرئيس الهيئة للشؤون الفنية والثقافية حتى أحيل للتقاعد عام 2002.
وسعى لتمييز نفسه وكتاباته، وكان أول من أدخل التراث الشعبي في الدراما، وقرر أن يكون مشروعه مع التلفزيون.