علي عبد الرحمن (القاهرة)
نسجت أعماله تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً لدى المشاهد العربي، بصمته الذهبية في صناعة الدراما التلفزيونية أيقونة حاضرة، حتى بعد مرور 14 عاماً على رحليه، استطاع الأديب والروائي والقاص أسامة أنورعكاشة، أن يصنع دراما تلفزيونية، تحمل بصمة شديدة الخصوصية، يمكن للمشاهد العادي أن يتعرف على أعماله، حتى من دون قراءة اسمه على شارة البداية، بفضل بصمته الخاصة. نجح عكاشة في أن يجعل المتلقي العربي يتابع مصائر شخوصه الدرامية بشغف، وكأنها شخصيات حقيقية رسمها ببراعة فائقة لتكون قريبة من الواقع، كما نسج من الشخصية المصرية بكل فئاتها ونماذجها، وفتح المجال لكل كتاّب الدراما لكي يقدموا أعمالاً استثنائية، بعدما أرسى قواعد هذا الأدب الجديد. كان قلمه، قادراً على أن يخاطب كل الأزمان، وهو ما أهلّه ليصبح واحداً من أهم كتاب الدراما طوال الـ50 عاماً الماضية، يدهشك دائماً بإبداعاته في الطرح الذي قدمه خلال سنوات عمله ككاتب ومؤلف دراما، وتمكن في أعماله من رسم شخصيات «لحم ودم» لا تختلف عن الواقع ولا يمكن أن يفرقّها المشاهد عن الشخصيات التي تعيش حوله، وهو ما يظهر جلياً في مسلسلات «ضمير أبلة حكمت» و«الراية البيضاء»، و«الشهد والدموع»، و«رحلة أبو العلا البشري».
أما «ليالي الحلمية» فهو أحد أهم روائعه في الدراما المصرية، تم تقديمه في أربعة أجزاء بدءاً من عام 1987 حتى عام 1992، ضمن دراما اجتماعية تناولت تاريخ مصر منذ فترة الملكية حتى فترة الستينيات.
وفي مسلسل «زيزنيا» عاد الكاتب الكبير للمسلسلات التي تتناول حياة المصريين الاجتماعية في فترة زمنية محددة، من خلال تاريخ الإسكندرية حيث دارت أحداثه في أربعينيات القرن الماضي.
وبدأ عكاشة مسيرته الأدبية عام 1967 بنشر العديد من الروايات والقصص القصيرة، وتميزت أعماله الأدبية بالتعمق في النفس البشرية وتناول قضايا اجتماعية وسياسية، ليترك لنا إرثاً أدبياً وفنياً يشكل وجدان ووعي وقيم المشاهد، حتى أصبح عكاشة كمؤلف هو بطل العمل ونجمه الأول، في ظاهرة تستحق الدراسة بحد ذاتها.