شعبان بلال (القاهرة)
تصميم معماري فريد لمسجد الشيخ زايد في ستوكهولم بالسويد، حيث يجمع بين الطراز الإسلامي والفن الحديث، ويعكس التنوع الثقافي للمسلمين. وهو من تصميم المهندس المعماري السويدي فرديناند بوبيرج، وتم استخدام مواد طبيعية في بنائه مثل الحجر والخشب، وتأثر تصميم المسجد بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر.
تعايش وتسامح
13 عاماً من الجهود الحثيثة احتاجها مسجد الشيخ زايد ليرى النور في عام 2000، وهو يسمى أيضاً بمسجد ستوكهولم المركزي. وخلال تلك الفترة حوّل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، المسجد إلى رمز للتعاون بين الدول العربية والإسلامية ومنارة للتعايش والتسامح في المجتمع السويدي. وكان دور الشيخ زايد في بناء المسجد محورياً لإنجازه، كدعم للجمعية الإسلامية في ستوكهولم التي كانت مسؤولة عن بنائه. ولم تقتصر مساهمة الشيخ زايد على التمويل، بل شملت أيضاً دعمه المعنوي للمشروع، ورعايته للأنشطة الدينية والثقافية التي تقام في المسجد.
عمارة متميزة
ويتميز المسجد بواجهته الحجرية البيضاء المتماشية مع مظاهر المدينة الطبيعية، وأيضاً بنوافذه المقوسة، وقبته الرئيسة الذهبية اللون، ومئذنته ذات الطراز العصري بارتفاع 32 متراً بلون القبة المزينة بالزخارف الإسلامية، ويوجد هلالان على قمة المسجد.
ويتسم المعمار الداخلي بانتشار الزخرفة الإسلامية بشكل واسع، بجانب الزخارف النباتية والهندسية على الجدران والأسقف، فضلاً عن الآيات القرآنية والأدعية بالخط العربي، كما تحتوي قاعة الصلاة، التي تتسع لأكثر من 2000 مصلٍ، على ثريا كبيرة ومنبر خشبي مزخرف.
دور مجتمعي
إلى جانب دوره الديني، تُقام في المسجد عدة أنشطة وفعاليات ثقافية ومجتمعية، مثل الندوات والمحاضرات وأنشطة للأطفال وأعمال خيرية طوال العام، كما تقوم مكتبته بدور كبير في تثقيف رواد المسجد وزواره.
ويسهم مسجد الشيخ زايد في ستوكهولم بشكل كبير في تصحيح صورة الإسلام في السويد، وله دور مؤثر في تعزيز التسامح والحوار بين الأديان في المجتمع السويدي، حيث تحوّل إلى رمز للتعايش والتعددية الثقافية خلال العقدين الأخيرين.