الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«السدو».. إبداع بالخيوط تتوارثه الأجيال

«السدو».. إبداع بالخيوط تتوارثه الأجيال
17 مارس 2024 02:41

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بشغف كبير جلست الطفلة الإماراتية، شيخة عبد العزيز 6 سنوات، بجانب الوالدة بخيتة المنصوري، لتتعلم حرفة «السدو» بمهارة عالية، أخذت تحرك الخيوط وتنفذ نصائح الوالدة، تنصت بشغف لقصة هذه الحرفة التي ارتبطت بحياة البداوة في الإمارات، وما تمثله من قيم إنسانية في مجتمع يسوده الترابط والتكافل والتعاون. 
أفكار إبداعية
الحرفية بخيتة المنصوري تأخذ على عاتقها الحفاظ على الموروث ونقله للأجيال، عبر تعليم الفتيات الصغيرات، وطالبات الجامعات وزوار المهرجانات الثقافية والتراثية التي تشارك فيها باستمرار، للإضاءة على جوانب مشرقة من التراث الإماراتي الأصيل. وتعمل على نقله للأجيال ضمن أفكار إبداعية، ليستلهم الشباب شغفه بالموروث واستدامته، وتطوره وانتشاره، وينصهر الماضي مع الحاضر نحو المستقبل، وسط بيئة نابضة بالحياة. 

حياكة ونسج
ولا تكتفي المنصوري بممارسة هذه الحرفة، وإنما تعمل على سرد قصة الأولين وقيمهم الاجتماعية، وكيف أوجدوا ما يحتاجونه من أغطية وملابس وديكورات، عبر حرفة «السدو»، مستثمرين ما تجود به الطبيعة. ويعتمد «السدو» على حياكة أو نسج الصوف، وهو كسائر الحرف والصناعات اليدوية التي تتكون أدواتها ومعداتها وخاماتها من مفردات البيئة المحلية. ومنه صنع أهل البادية بيوت الشعر، وأثاث المنزل من سجاد ووسائد ولباس وديكور، كما زينوا إبلهم من منتجات هذه الحرفة.
حفظ الحرفة
وتحرص بخيتة المنصوري على تقديم دورات وورش حية أمام زوار المهرجانات، لاستعراض هذه الحرفة الأصيلة التي توارثتها عن الجدات والأمهات، حيث تجلس خلف النول التقليدي المستخدم في نسج «السدو»، لتبدأ في حياكته وغزله وصناعته عبر عدة مراحل.
وتعمل المنصوري كسواها من الحرفيات على تشجيع الأطفال والشباب على تعلّم هذه الحرفة، موضحة أن منتجات «السدو» باتت تدخل في عدة صناعات تواكب العصر، كإدخاله في صناعة الحقائب والكراسي والأزياء والأكسسوارات والقرطاسية، باستخدام طريقة النسج نفسها ولكن بتصاميم مغايرة، مع الإبقاء على مفهومه التقليدي والالتزام بأدواته.

تراث إنساني
ولأن «السدو» يُعد أحد أبرز الحرف المتوارثة، تمكّنت دولة الإمارات عام 2011 من إدراجه في قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، وجاءت هذه الخطوة ضمن سعي الحكومة المتواصل للإضاءة على المشغولات اليدوية التي أبدعتها البدويات وارتبطت بهنّ، وما قدّمته من مساهمات اقتصادية للأسرة في زمن قسوة العيش والبحث عن مصادر الرزق.
عروض حيّة
بخيتة المنصوري تتقن حرفة «السدو»، وتحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات والمهرجانات التراثية ضمن بيئة يتفاعل فيها الحرفي مع الأطفال والشباب، الذين يكتسبون خبرات وتجارب ومهارات الحرفيات الثرية، من خلال العروض الحيّة أمام الزوار، والتي تبهر الصغار والكبار، وتستعيد زمن الماضي الجميل.

بيوت الشَعر 
استُخدم «السدو» في صناعة بيوت الشَعر وتزيينها من الداخل، وهي تتمثل في الخيام البدوية التقليدية التي تُحاك من شَعر الماعز بعد عمليتي الجزّ والتنظيف، حيث يُفتل خيط الصوف ويُلف على مغزل يدوي، ثم يُصبغ ويُنسج بواسطة منوَل أرضي لإنتاج نسيج بسيط. أما زخارف «السدو» فهي نقوش مستوحاة من الطبيعة والأشجار، أشهرها «عين الغدير» و«عويريان»، وتصاميم مُزيّنة بالجلد والحبوب وأسنان الخيل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©