الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«المقهى الشعبي».. منصة لقاء الأجيال

فضاء يُذكِّر رواده بماضي الأجداد (تصوير: علي عبيدو)
15 مارس 2024 02:40

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
يستحضر الشاب سعيد النعيمي جانباً من الماضي، وما ارتبط به من صور اجتماعية عبر المقهى الشعبي، المنصة التي كانت تستقطب سكان «الفرجان» من الرجال، ليتداولوا الأخبار ويناقشوا أمورهم اليومية، ضمن تصميم تراثي، يترك المجال لحواس الضيف لاستكشاف جانب من أسلوب حياة الأولين، حيث كان يقصده الناس بهدف معايشة الأجواء التراثية، والاستمتاع بتناول المشروبات والأكلات الشعبية التي تجسِّد كرم الضيافة، في قالب تراثي ينقل الزائر إلى أجواء مفعمة بعبق التاريخ.

إرث الأجداد
سعيد النعيمي، وشريكه خليفة الشحي، يعملان على إحياء التراث عبر المقهى الشعبي، وتعزيز هذا الإرث بين الأطفال والشباب، حيث يخاطب الذاكرة من خلال أنواع المأكولات الشعبية والمشروبات الساخنة والديكور التراثي، ومشروعهم يرسّخ إرثاً غنياً تتناقله الأجيال، وينقل تفاصيل حياة الأولين التي لا يمكن محوها.

ذاكرة جمعية
يقول النعيمي، إنه يعشق التراث، ولأنه تربى في بيئة مشبعة به، فكّر وشريكه في طريقة للحفاظ على هذا الموروث ونقله للأجيال عبر مشروع شعبي يعكس روح الأجداد، ويقدم مأكولات لها علاقة بالوجدان والمشاعر، وتلتصق بالذاكرة الجمعية لأهل الإمارات. ويمثل المقهى الشعبي مجلساً للتحاور والتعاون وتقاسم أخبار «الفريج»، وإقامة مجالس الصلح ومناقشة أمور الناس، وسط الحي أو على شاطئ البحر، كما يجتمع في المقهى حرفيون وصيادون من أبناء المنطقة.

طقس اجتماعي
رغبة في إحياء طقس اجتماعي مهم، قرر النعيمي المشاركة بمشروعه في المهرجانات التراثية، ما أعاد المقهى الشعبي إلى الواجهة، مشيراً إلى أن المقاهي الشعبية كانت تُبنى بالطريقة التقليدية باستخدام السعف والمواد القديمة، وانتشرت في أماكن عدة من إمارات الدولة، موضحاً أنه يراعي الالتزام بالتصميم نفسه حتى يقرّب الجيل من الفضاء الذي حظي بشعبية كبيرة في القِدم، ليشكّل نقطة جذب في ظل انتشار المقاهي العصرية.

أكلات شعبية
النعيمي الذي لم يواكب المقاهي القديمة، اجتهد في البحث عن نموذج لمفهوم المقهى الشعبي في الماضي، لاستعادة ذكريات الأولين، وقد عمل على توفير المشروبات الشعبية الساخنة، مثل الشاي و«الحبة الحمرا» و«شاي الكرك»، والقهوة العربية، ومن المأكولات «الهريس» و«البلاليط» و«اللقيمات» و«البثيثة» و«خبر الرقاق» وسواها، حيث تجد المأكولات الشعبية إقبالاً كبيراً، ما شجعه وشريكه على توسيع مشروعهما في مختلف إمارات الدولة.

تشجيع الشباب
يحرص النعيمي على توفير فضاء يجمع الناس على المحبة والصداقة، ويعكس قيم المجتمع الراسخة في أعماق التراث المحلي، مؤكداً أن المقهى الشعبي مكان التقاء مختلف شرائح المجتمع، فالجميع يرغب في قضاء وقت وسط أجواء قريبة من حياة الأولين، مشيراً إلى أن مثل هذه المشاريع تحيي التراث، وتحفظ الموروث للأجيال.

وأضاف: «كي نرضي مختلف الأذواق، نعمل على تطوير بعض الأكلات بإضافة بعض النكهات، ومن أجمل ما نقوم به، الوقوف على كل كبيرة وصغيرة في المقهى، لكسب ثقة الناس وتشجيع الشباب على مثل هذه المشاريع التي تعمل على استدامة الموروث».

بيئة تراثية 
أورد سعيد النعيمي أن المقاهي الشعبية القديمة على بساطتها لا تزال جاذبة لمختلف فئات المجتمع، حيث يقصدها الكبار والشباب، لما توفره لهم من بيئة تراثية جميلة، ليجتمع الأصدقاء والأقارب تحت سقفها، ضمن أجواء تراثية تذكرهم بحياة الأجداد. وقال: «شعرنا من خلال هذا المشروع الذي نديره لأكثر من 6 سنوات بأنفسنا، أن كل ما هو تراثي يدوم ويجد استحساناً وقبولاً من الناس، لهذا نحرص على المورث واستدامته للأجيال».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©