عدد اليوم
أحمد عاطف (القاهرة)
في سماء مقاطعة نينغشيا الصينية، يحلّق صرح شامخ يحمل اسم مسجد الشيخ زايد، بُني عام 2014 من قبل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ليصبح رمزاً للتسامح والتعايش، ومنارة لنشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة.
استغرق بناء المسجد وقتاً قياسياً لم يتخط الـ 9 أشهر، وجاء بناؤه تخليداً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، ويصنَّف كواحد من أكبر المساجد في الصين الشعبية.
تصميم راقٍ
يتميز المسجد بتصميمه المعماري الإسلامي الراقي، الذي يتناغم مع معمار المقاطعة الصينية السائدة حوله، ويمزج بين الطراز الإسلامي التقليدي واللمسات المعاصرة، ما يجعله تحفة معمارية مميزة، ويظهر ذلك في مئذنتيه المرتفعتين وقبابه الـ 3 التي تحمل نقوشاً إسلامية متميزة. أما تصميم الساحة الداخلية، فهو على طريقة المساجد القديمة، بأبواب فيها أنصاف قباب تمنحه طابعاً عربياً، فيما أبواب الدخول إلى ساحة الصلاة خشبية مفرغة بأشكال هندسية. ويتزين المحراب بخطوط هندسية إسلامية ويحمل السقف طابعاً مميزاً بنجوم 8 وثريا ذهبية.
وتنقسم مساحة الصلاة بالمسجد إلى مصلى للرجال بسعة 6000 مصلٍ، وآخر للنساء بسعة 550 سيدة، ويتسع الفناء الخارجي للمسجد لنحو 1500 مصلٍ، كما يمكن للساحة الخارجية أن تتسع لـ3000 مصلٍ، وتستخدم أيضاً لإقامة الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية وللتوسع في المستقبل.
وجهة مميزة
ويضم المسجد مراكز لتحفيظ القرآن الكريم وتدريب الأئمة، إضافة إلى مرافق أخرى وساحات خارجية تقام فيها الصلوات والندوات الدينية، والفصول التعليمية لتدريس مبادئ الدين الإسلامي المعتدل والصحيح، بالإضافة إلى وحدات سكنية للأئمة، ومكاتب لإدارة المسجد، ومكتبة علمية، ومختلف المرافق اللازمة من دورات المياه وأماكن للوضوء وغرفة التدفئة.
ويُعتبر المسجد، وجهة مميزة للزوار من مختلف الأديان، حيث يزوره آلاف الصينيين سنوياً للاستمتاع بتصاميمه المعمارية الإسلامية، معبرين عن تقديرهم لهذا الصرح الذي يعكس الروح الإنسانية والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات، ويسهم في نشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة.
