خولة علي (دبي)
يُعتبر مدفع رمضان من أهم ملامح الطقوس الرمضانية، هو تقليد تاريخي وتراثي حظي باهتمام كبير منذ القِدم، فمن خلاله يعلن ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، محملاً ببشارة قدومه، وعلى دوي صوته يحين موعد الإفطار، لتنتفض البيوت فرحاً، وتنشط الحركة في الأزقة والفرجان استعداداً لصلاة التراويح، وبالرغم من مرور الزمن، يبقى هذا المدفع مصدر بهجة الأهالي بصوته المدوي، ولا يزال هذا التقليد مستمراً حتى وقتنا الحالي، ويتم التجهيز لإطلاقه في أنحاء إمارات الدولة، مع نقل كل التفاصيل مباشرة عبر محطات التلفزة المحلية.
مصدر الفرح
يشير د. سيف البدواوي، باحث متخصص في تاريخ الخليج، إلى أن مدفع رمضان يشكل جزءاً من التراث التقليدي الإسلامي العربي الأصيل، حيث بدأ في مصر في عهد الخديوي إسماعيل، ثم انتشر في بقية البلاد العربية، ومنها دولة الإمارات، حيث ظهر مدفع رمضان في بداية القرن العشرين، وما زال مستمراً، فقد كانت الحاجة إلى إطلاق مدفع رمضان نتيجة المسافات البعيدة بين الفرجان، مع غياب مكبرات الصوت في المساجد للإعلان عن حلول شهر رمضان أو وقت الإفطار أو وجوب الصيام، وكان دوي المدفع مصدر الفرح للصغار والكبار، فالجميع يتأهبون لسماع صوته، بل كان يذهب البعض إلى الساحات أو الحصون لمشاهدة لحظة إطلاقه، لتهتز الأرض نتيجة قوة صوته. وهذه الطقوس تحمل الكثير من الذكريات بين الكبار الذين عاصروا هذه المدافع القديمة، لتعود بهم إلى زمن حياة الفرجان البسيطة، وتكاتف الناس في الشهر الفضيل.
طقوس خاصة
يوضح البدواوي أن مدفع رمضان له طقوسه الخاصة، فعند ثبوت رؤية الهلال، يطلق المدفع طلقة واحدة، وليلة انتهاء رمضان يتم إطلاق طلقتين، وبعد صلاة العيد أيضاً يطلق المدفع طلقة واحدة، لتبدأ الزيارات والمعايدات بين الأهل والجيران، وعادة ما يتم حشو فوهة المدفع بالخيش أو ليف النخل والبارود، حتى لا يؤذى أي شخص من أهل المنطقة.
ترقب وبهجة
أشار د. سيف البدواوي، إلى دور الدولة في تأصيل هذا التقليد الرمضانية التراثية، ليكون حاضراً ومستمراً، من خلال انتشار مواقع إطلاق مدفع رمضان في أرجاء الإمارات السبع، بالقرب من المناطق والمعالم السياحية والمتاحف والمساجد، وسواها من الأماكن التي يقصدها الناس لرؤية طقوس إطلاق مدفع رمضان، وما يصحبه من مشاعر ترقب وبهجة.