عدد اليوم
عبد الله أبوضيف (القاهرة)
الجامع، جاميا، مسجد الشيخ زايد، كلها أسماء للمسجد التاريخي البارز في قلب نيروبي عاصمة كينيا، أحد أكبر المساجد في شرقي ووسط أفريقيا، ويزخر بتاريخ غني وعمارة مميزة، ما يجعله مركزاً ثقافياً ودينياً حيوياً للمسلمين في المنطقة.
بُني المسجد، على يد عبد الله شاه عام 1902، وشهد توسعات عام 1933، ولعب دوراً محورياً في حياة المسلمين في كينيا، فكان مركزاً للتنظيم الديني خلال فترة ما قبل الاستقلال وبعدها، وظل على حالته القديمة إلى أن تم تطويره من قبل مؤسسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية عام 1999، لتصل سعته الاستيعابية إلى 15 ألف مصلٍ.
شملت أعمال تطوير المسجد إنشاء جناح حديث يضم مكتبة ضخمة تزخر بـ 12 ألف كتاب عن الشريعة الإسلامية، وقاعة متعددة الأغراض، ونشرة إخبارية أسبوعية باسم نشرة الجمعة، وقناة تلفزيونية تبث برامج مختلفة تهدف إلى نشر قيم الإسلام الصحيح والتسامح والتعايش بعدة لغات، بينها السواحلية والإنجليزية.
ويتميز المسجد بأسلوبه المعماري العربي الإسلامي الكلاسيكي، حيث تُزينه الرخام والنقوش القرآنية، كما يضم مراكز طبية خيرية ويتميز بقبة فضية ثلاثية ومئذنتين متشابهتين ذات نقوش مميزة. ويتألف المسجد من مبنى رئيس للصلاة، وساحة إضافية خارجية محاطة بأعمدة رخامية تحوطها نوافذ من الزجاج الملون التقليدي على الطراز الإسلامي.
وفي رمضان، يشهد المسجد طقوساً خاصة، حيث يجتمع المسلمون بالآلاف للإفطار في ساحاته، ويظلون به حتى صلاة التراويح، كما يشهد كثافة كبيرة أثناء الاحتفال بالعيدين وتغلق الشوارع المحيطة به.
ويقدم مسجد الشيخ زايد في نيروبي مجموعة من الأنشطة التعليمية والثقافية، مثل معهد التدريب على اللغة العربية ومبادئ الحاسب الآلي، حيث يستفيد منه نحو 2000 دارس سنوياً، إضافة إلى تدريب الشباب والفتيات على صناعة الملابس. ويشرف على عمليات خيرية في المناطق المحيطة بالمدينة تشمل حفر آبار المياه وتجهيز وجبات غذائية للفقراء وبناء المنازل في المناطق المحتاجة.
ويستقبل المسجد رحلات مدرسية وأفواجاً سياحية لزيارته والاستمتاع بنقوشه وأجوائه الفريدة، وطرح الأسئلة وتلقي الإجابات حول الدين الإسلامي وسماحته.
