عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
يُعتبر مسجد كامبريدج المركزي في المملكة المتحدة، تحفة معمارية حديثة، تُجسد التناغم بين الفن الإسلامي والتصميم المعاصر، ويُعتبر أول مسجد صديق للبيئة في أوروبا، ويشكل رمزاً للوئام والتعايش بين الأديان في المدينة العريقة.
تاريخ افتتاح مسجد كامبريدج يعود إلى عام 2019، ويمثل حدثاً تاريخياً مهماً للمجتمع المسلم في المملكة المتحدة، ورمزاً للتسامح والتفاهم بين مختلف الثقافات.
تصاميم فريدة
«لم نرغب في إنشاء نسخة طبق الأصل أو نقش لشيء كان موجوداً في مكان آخر».. هذا ما أكده المهندس ماركس بارفيلد صاحب تصميم المسجد، وبالفعل خرج البناء بتصميم فريد يدمج عناصر معمارية إسلامية تقليدية مع الطراز القوطي الأوروبي، إضافة إلى لمسات عصرية مستوحاة من البيئة الطبيعية.
تزين المسجد من الخارج آيات من القرآن الكريم، ويشتهر بقبة مصنوعة من الزجاج الملون، وتظهر الأخشاب المتشابكة الشهيرة بالمسجد من الخارج، تتماشى بشكل جميل مع البيئة والأشجار المحيطة.
أما من الداخل، فعناصر العمارة أكثر إبهاراً، حيث تتسم بالفخامة والبساطة، لاسيما الأعمدة ذات التداخلات الخشبية التي تتخذ دور الأعمدة الرخامية في المساجد الأخرى. وتتزين الأرضية بأشكال على الطراز الإسلامي، ويتسع المسجد لـ1000 مصلٍ. ويتميز المحراب العملاق بلونيه البني والذهبي، وعليه آيات قرآنية بالخط العثماني وديكورات مبهرة على الجدار الداخلي.
يصنَّف المسجد بأنه مثال فريد على الاستدامة البيئية في العمارة الدينية، لاعتماده بشكل كبير على الطاقة الشمسية، ويتميز بتصميم يوفر تهوية طبيعية ونظام تخزين لمياه الأمطار، ويوفر وسائل صديقة للبيئة للتحرك في محيطه، مثل الدراجات.
رمز التسامح
يُوفر المسجد مساحة للصلاة والعبادة، بالإضافة إلى مرافق تعليمية واجتماعية، ويعتبره المسلمون في كامبريدج مركزاً ثقافياً لتعزيز الشعور بالانتماء والحوار بين الأديان والثقافات في المدينة. ويؤدي مسجد كامبريدج أدواراً عدة أخرى تجاه المجتمع، مثل التثقيف عبر مكتبة غنية متنوعة، وقاعة اجتماعات تستضيف ندوات وفعاليات حول الحوار بين الأديان.
المعمار الفريد والدور المجتمعي للمسجد، ساهما في حصوله على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة «كاربن كونترول»، من جمعية المهندسين المعماريين عام 2019، وجائزة أفضل مسجد جديد من المجلس الإسلامي البريطاني عام 2020.
