محمد قناوي (القاهرة)
ارتبط اسم المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ بروائع الأعمال الرمضانية، ويُعتبر من أبرز مخرجي الدراما التلفزيونية في مصر والوطن العربي. قدّم الكثير من الأعمال التي ما زالت القنوات الفضائية تعيد عرضها.
ارتبط عبد الحافظ بالكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة، وجمعتهما صداقة وطيدة منذ مرحلة الشباب، وركز في أعماله الدرامية على اختراق المشكلات والغوص في تفاصيل المجتمع المصري ورصد تحولاته.
أعماله عُرض معظمها في رمضان، من مسلسل «أسوار الحب»، ثم «الشهد والدموع، ليالي الحلمية، امرأة من زمن الحب المصراوية، عفاريت السيالة، وكناريا وشركاه»، وكانت شاهدة على نقلة حقيقية في تقديم المسلسلات.
ورث عبدالحافظ البساطة والقيمة والإنسانية من قريته «الخادمية» بمحافظة كفر الشيخ بدلتا مصر، وتولت والدته تربيته بعد وفاة أبيه.
كان عبد الحافظ نصيراً للبسطاء درامياً، كما كان «الجلباب» الفلاحي لا يفارقه أثناء التصوير، تعبيراً عن بيئته وعادات وتقاليد قريته، فعاش «عمدة الدراما» بسيطاً بدرجة «مبدع»، ومع ما يمتلكه من شهرة، تميز بمقومات الشخصية الطيبة المتواضعة، وشهامة الفلاح البسيط، متسلحاً بفكر مستنير وفن راق، ومتمتعاً بالسماحة والإنسانية والكرم.
قدم عبد الحافظ أعمالاً درامية ثرية مع مبدعين آخرين، مثل «الوسية» و«العائلة» و«خالتي صفية والدير» و«سامحني ما كانش قصدي» و«وجع البعاد» و«البر الغربي» و«الأصدقاء» و«حدائق الشيطان» و«عدى النهار» و«ضد التيار» و«للثروة حسابات أخرى»، وكان آخر أعماله مسلسل «ابن ليل» عام 2012.
أعماله تحمل شعار «البطولة للجميع»، فلا يوجد في قاموسه مصطلح «النجم الأوحد»، وكان له الفضل في اكتشاف العديد من النجوم، منهم آثار الحكيم، عبلة كامل، منى زكي، نشوى مصطفى، هشام سليم، ممدوح عبد العليم، محمد رياض، ياسمين عبد العزيز، وطارق لطفي.