الشارقة (الاتحاد)
أكد المصور الفرنسي جان ميشيل لونوار، أن تصوير المناظر الطبيعية ليس توثيقاً كاملاً للحقيقة بل تفسيرٌ لها، وأن الجهد الذي يتطلبه التقاط منظر طبيعي هو عكس ما تتطلبه لقطة فوتوغرافية ثابتة، موضحاً أن مصور المناظر الطبيعية يجب أن يحرص على التأمل والتفكير والتواصل مع الطبيعة، واستكشاف أي منظر طبيعي غير مألوف وكأنه تمرين تأمل بصري.
جاء ذلك خلال خطاب ملهم بعنوان «السعي وراء الجمال في تصوير المناظر الطبيعية»، ضمن فعاليات اليوم الخامس من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» في نسخته الثامنة، التي تستمر حتى 5 مارس الجاري، في «مركز إكسبو الشارقة»، حيث استعرض لونوار، المتخصص في توثيق الحياة البرية والمناظر الطبيعية، مجموعة من صور كتبه «الزوال» و«العناصر» و«آفاق».
وقال المصوّر، الذي تُعرض أعماله في مختلف المعارض الفنية في فرنسا وعدد من دول العالم، وفي نسخة العام الجاري من المهرجان «اخترت منهج البساطة والحد الأدنى من مكونات الصورة لإبراز جماليات الطبيعة. ولهذا، أنا لا أهتم بإظهار كل شيء في الصورة، وأفضل أن أترك خيالي يمر خلالها، وأحياناً تكون التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفرق عندما تحاول تكوين صورة وإيجاد التوازن الصحيح بين الموضوع والجو والإضاءة والألوان والتباين».
وأشار لونوار إلى أنه يعتمد في مساعيه نحو توثيق جماليات الطبيعة على المساحات الواسعة، والإضاءة المتميزة، والبساطة التي تعكس جوهر الموضوع بشكل واضح، مع التركيز على الأحاسيس التي يعبّر عنها موضوع الصورة بدلاً من التركيز على الموضوع نفسه، ليجسد هذا المنهج أسلوبه في السرد القصصي البصري، ونقل مشاعره وأحاسيسه للمشاهد.
وأضاف لونوار، الذي نظّم وقاد جولات تصوير مع وكالة «فوتوغراف لو موند» لأكثر من عشرة أعوام «أحياناً يكون التباين مهماً للغاية؛ بغض النظر عن مدى البعد عن الموضوع ونوع الصورة، فخط الأفق وتدرجات الألوان وتباينها بشكل واضح هو المهم في الصورة مهما كان التباين صغيراً ضمن إطار الصورة. ولهذا، يجب علينا أحياناً أن نكسر القواعد الجامدة في سياق السرد البصري، والقصة التي نريد روايتها عن الموضوع».