الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح «إكسبوجر 2024»

سلطان بن أحمد القاسمي خلال جولته بأروقة «إكسبوجر 2024» (من المصدر)
29 فبراير 2024 01:18

الشارقة (الاتحاد)

أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أهمية الاعتناء والاحتفاء بالصورة لما أثبتته من أدوار استثنائية يمكن أن تلعبها، عبر توثيق اللحظة التاريخية الفارقة، وشهادتها على الحقائق، وقدرتها الفائقة على التغلب على الكلمات والتعبيرات، وذلك خلال مسيرة المصورين الطويلة في مختلف المجالات والحقول والأماكن حول العالم.
جاء ذلك، خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح أمس، في حفل افتتاح النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر 2024»، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، خلال الفترة من 28 فبراير حتى 5 مارس المقبل، في مركز إكسبو الشارقة، ويحتفي بأعمال 400 مصور و2500 صورة تعكس تجارب ورؤى الفنانين من مختلف أنحاء العالم.

الحقيقة بكل أمانة
وقال سموه، إن عدستكم أيها المصورون تغلبت على سرديات كنا نظن أن تغييرها من المستحيلات، فتفوقت على دعايات إمبراطوريات إعلامية، وأثبتت أنّ العالم لا يحتاج إلى سنوات طويلة لبلورة رأي عام حول قضية إنسانية، بل يحتاج إلى صورة واحدة فقط، تحمل الحقيقة بكل أمانة، ففي مشاهد تاريخية لا تنسى، وقفت عدسات المصورين لتشكل الفارق الحاسم بين الحياة والموت، لتثبت أنها حليفة الضحية وعدوة الجاني.

أيقونة للحرية 
وتناول سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي أدوار الصورة وقدرتها على الإلهام والتأثير، قائلاً «خلال الأشهر الأربعة الماضية، تخطت الصورة، ومعها دور المصورين بطبيعة الحال، الأدوار كافة التي عرفناها سابقاً، لقد رأينا الصورة شاهداً على الحقيقة في أعرق المحافل القانونية الدولية، ورأيناها أيقونة للعدالة والحرية في شوارع العالم أجمع، وباتت القول الفصل في السياسات والقرارات والتوجهات الدولية أكثر من أي وقت مضى».
وأضاف سمو نائب حاكم الشارقة، أنه في قلب هذه الأحداث كان للمصورين وللصورة دور البطولة وهو الدور الذي فتح للشعوب نافذة على العالم يخاطبونه من خلالها ليطرحوا قضيتهم وليعبروا عن مأساتهم وليشاركوا الملايين أحلامهم العادلة، وهو ما يجعلنا نقول «إننا أمام مرحلة جديدة وعهد عالمي جديد بالمطلق، لقد تأكد لنا خلال المرحلة الماضية أن كلّ ما قلناه سابقاً عن الصورة لم يكن يوفيها حقّها كما يجب، بل أثبتت الصورة أنها الصديقة المخلصة والوفية للشعوب، وأن الحكاية التي تحملها عصية على التزييف حتى بأكثر التقنيات تقدماً، لأنها ابنة الواقع، ولا يمكن عزلها عن الظروف التي أنتجتها مهما كانت المحاولات».

المحبة والعدالة
وأشار سموه إلى ما تنقله الصورة بصدقٍ وإخلاص في المواقف كافة، قائلاً: «كلنا يتمنى ألا تنقل لنا الصور سوى جمال هذا الكون وروعته وثراء لوحته، لكن تأبى الصورة إلا أن تظل صاحبة قضية ملتزمة بواجبها تجاه من يعانون في كل مكان من هذا العالم، وكأنها تقول: سأروي للعالم عن السلبيات حتى تتسع دائرة من يعملون من أجل الإيجابيات، وسأنقل للعالم آثار الظلم حتى تعمّ المحبة والعدالة».

شموع الأمل
وتابع سموه والحضور خلال حفل الافتتاح تسجيلاً مرئياً يبرز المخاطر التي يتعرض لها المصورون في توثيقهم للأحداث والنزاعات، والحقيقة التي تنقلها الصور للمآسي الإنسانية والكوارث الطبيعية، وكيف أنها تشعل شموع الأمل لتعزيز مناصرة المحرومين والمستضعفين في العالم، وتؤكد أن في العالم ملايين البشر ممن هم بأمسّ الحاجة إلى نقل واقعهم، وأن الصورة عنصر رئيس للوصول إلى عالم يعمه الأمن والسلام والفرح.
وعقب نهاية حفل الافتتاح، تجول سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، برفقة الحضور وضيوف المهرجان، في أروقة المهرجان وأقسامه المتنوعة، حيث تعرف سموه على ما يضمه المهرجان من معارض متنوعة، واستمع إلى عدد من المصورين حول أعمالهم والقصص الملهمة التي تقف وراء لقطاتهم المتميزة ومشاركتهم في المهرجان.

ناقلة رسالة
وكان حفل افتتاح المهرجان، استهل بكلمة ألقاها طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أكد فيها أن المهرجان يمثل احتفالية عالمية ترسخ أثر الصور في الراهن والمستقبل، وتحتفي بمهمة المصورين في حماية الذاكرة وتوسيع أفق فهم البشر للحياة. وأشار علاي إلى أهمية المهرجان ومسؤوليات من يعملون في مهنة التصوير، قائلاً «هذه الغاية للمهرجان تتضاعف أهميتها اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالعالم يشهد متغيرات متسارعة على المستويات كافة، وليس هنالك ما هو أبلغ من الصورة لتعيننا على فهمها وتبني المواقف تجاهها، لهذا فإن مسؤولية المصوّر تكبر يوماً بعد آخر، فإذا كانت الصورة قبل عقود مجرد وثيقة، فإنها أصبحت اليوم حاملة معرفة، وناقلة رسالة، وصانعة تغيير، وقوة تأثير، ومحرك اقتصاد وأداة تنمية، وإذا كان العالم يحتاج إلى شيء اليوم، فإنه يحتاج إلى مصورين أمناء يعيدون تقديم الحياة والواقع بعدسات صادقة لنرى الجمال والحق والسلام من جديد».

تدهور النظام البيئي 
بيث والد، مصورة الأفلام الوثائقية والمتخصصة في التصوير الوثائقي والثقافي، أشارت إلى أنها قضت جزءاً كبيراً من حياتها في توثيق العلاقة بين الناس والطبيعة والثقافات، وعملت مع مؤسسات تسعى لإنصاف الطبيعة، ومن خلال عدسة الكاميرا، وثقت جهود نساء يعملن على تخفيف حدة النزاعات الاجتماعية بين القبائل في مناطق متعددة من العالم.
وأضافت: «نشهد خسارة في التنوع البيئي والثقافي وأنماط الحياة، بسبب إفراطنا في استغلال الكوكب بشكل ملحوظ، ومع ذلك فإنني مؤمنة بأن لدينا القدرة على التغيير وتصحيح المسار»، مشددة على أن تدهور النظام البيئي يؤثر على جودة الهواء والتربة والماء، وتوازن الحياة على الكوكب.

لحظات الفرح والألم
أكدت المصورة الصحفية نيكول تانغ، التي اشتهرت بعملها في تغطية النزاعات والقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، وأنحاء أخرى من العالم، خلال كلمة رئيسة في المهرجان، الدور الحيوي الذي تلعبه الصورة الصحفية في دعم قضايا العالم وتسليط الضوء على الحقائق المهمة، وقالت «الصورة تعكس العديد من الجوانب التي ينبغي علينا أن نبقيها في ذاكرتنا، فتوثيق الأحداث يجعلنا نشعر بقربنا من تجارب الأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة، والمصورون الصحفيون يتعرضون لمخاطر لا مثيل لها من أجل الحقيقة، ومن خلال عدستهم، يوثقون لحظات الفرح والألم والقهر، وينقلون هذه القصص للعالم بأسره».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©