خولة علي (دبي)
تصوير الحياة الفطرية المحلية يسهم في توثيق التنوع البيولوجي، والحفاظ على الذاكرة البيئية ورصد تغيراتها وتأثيرها على الكائنات الحية، ويوفر فرصة للتوعية بأهمية الحفاظ على الطبيعة. هذا ما تحرص عليه عدسة عبدالله الحتاوي، المصور الفوتوغرافي الإماراتي الذي وظّف موهبته في توثيق جانب مهم من الحياة الفطرية والطبيعية، والكشف عما تكتنزه من ثروات وأسرار مخبأة بين تلالها وكثبانها الشاسعة.
تفاصيل خفية
يشير عبدالله الحتاوي إلى أنه يميل إلى تصوير الحياة الفطرية والحيوانات في بيئتها البرية، وتوثيق التنوع البيولوجي وسط الطبيعية الخلّابة، موضحاً أن الصورة بالنسبة له وسيلة للتعبير عن الجمال والتفاصيل الخفية في عالمنا، من خلال التقاط لحظات فريدة وعرضها على الآخرين، لتأملها وكشف جمالياتها وتفاصيلها.
بداية الشغف
عن بداية شغفه بالتصوير، يقول الحتاوي: منذ صغري وأنا أعشق استكشاف الطبيعة وتوثيق ما أراه بعدستي، ومع مرور الوقت تعرّفت على بعض أنواع الكاميرات الخاصة بوالدتي، كونها خريجة إعلام، وقد شجعتني على المشاركة في دورات متخصصة بالتصوير، حتى استطعت أن أشق طريقي في هذا المجال بكل ثقة واحتراف. وبالرغم من أنني تخصصت في الهندسة الميكانيكية، إلا أن هواية التصوير تبقى عشقي الذي أجد فيه المتعة والقدرة على توصيل رسالتي، والتعبير عنها وفقاً لرؤيتي.
أمتع اللحظات
يتحدث الحتاوي عن بعض الوسائل التي مكنته من تطوير مهاراته في التصوير، ومنها الاطلاع على تجارب الآخرين من محترفي الصورة، وقراءة الكثير من الكتب والدراسات الخاصة بالتصوير وتقنياته، والاستفادة من نصائح عدد من المصورين المحترفين ذوي الخبرة، مع خوض التجارب الميدانية المستمرة.
وأوضح أن أكثر التجارب الممتعة بالنسبة له، هي التخفي بين التلال ووسط الشجيرات، ليلاً أو نهاراً، ليقتنص اللحظة التي يلتقط فيها صورة قد تكون لأحد الحيوانات والطيور النادرة أو المهاجرة من مناطق أخرى من العالم، بحثاً عن بيئة ملائمة لها.
رسائل وقصص
يرى عبدالله الحتاوي أن تصوير الحياة الفطرية يسهم في رفع الوعي بالتنوع البيولوجي، والحفاظ على البيئة الطبيعية، كما يلهم الناس للعمل من أجل الحفاظ على الحياة البرية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. فالصورة تختصر المشهد وتظهره بكل تفاصيله لتلقي أثرها في نفوس الجمهور، بما تحمله من رسائل وقصص تعكس جمال وقوة الطبيعة، مشيراً إلى أنه يسعى إلى توثيق مختلف أنواع «طيور البوم» في الدولة، وإقامة معارض خاصة بالحياة البرية والبحرية التي تزخر بها البيئة المحلية.
تحديات
يذكر الحتاوي أن التوقيت هو من التحديات التي تؤثر على دقة تصوير الحياة البرية، حيث يجب أن يختاره المصور بعناية، عندما يبدأ الحيوان أو الطائر بالخروج من مخبئه بحثاً عن الطعام، كما لابد أن تكون الظروف الجوية مناسبة وأكثر هدوءاً. وقد يواجه المصور الحيوانات المفترسة التي يجب أن يتعامل معها بحذر، إلى جانب التجهيزات والمعدات اللازمة للتصوير، ومنها العدسات الدقيقة لالتقاط الحيوانات والطيور من مسافة بعيدة، ما يسمح بمسافة آمنة حفاظاً على حياة المصور، ومنعاً للتأثير على سلوك الحيوانات، مع أهمية استخدام حامل ثابت أو حامل ثلاثي لتثبيت الكاميرا لتجنب الاهتزازات أثناء التصوير.