الوقوف على إضاءة الحلم..
أفقد رغبتي أحياناً، ولا أؤمن بالوعود الجافة، أتركها وأذهب إلى الأحلام نفسها التي تتكرر معي في بعض الليالي، حتى ولو لم ألمسها، لكنها حقيقتي، أستطيع امتلاك ما هو بعيد، الأحلام تُقرّب البعيد جنباً إلى جنب، هي الامتلاء بالسعادة والحظ «أطمئن هي معي»، الأحلام وإنْ غابت تعود، هي رفيقة الخيال، ويحق لها التحليق في الفضاء والامتلاء بالنور، الحالمون بياض مضوا بالحوار الداخلي يبحثون عن أنفسهم والثبات، فمنحهم الحلم عافية البدن والاستقرار، وقدم لهم الكلام الموزون على أطباق، ومنعهم من ترجي السؤال، لم ينتظروا ولم يتخذوا في ذلك وسيلة، وجدت أني مقاوم أقف لا أتدخل ولا أسأل، يمر الوقت، أفكر في عطاء الشمس، وآخذ من عطائها، أستمد من نورها الطاقة وآخذ من توقيتها عند ظهوره الدفء حتى تضيء الأحلام، أعرفها، روحي يكفيها أن تحلم، أمد أنفاسي كلما بدأت استنشقت الهواء النقي، الشمس هي العنوان الدائم والمرشدة للأحلام والأدلة!
الكل سيقف يشاهد ردم التل المعمر، الذي استضاف الأحلام، وجلسنا عليه نستخرج الأفكار، وقدمنا معه الأجمل، وذهبنا إلى التسابق نحصد من المجهود ما يغنينا عن انتظارات يتيمة ووعود مركبة، التل نعود إليه نكرر الأحلام مستبعدين رفضه، التل رمز شبابنا ولعبنا ونحن صغار، الأكيد سيحفظ صورنا لنستبق ما سيأتي به الحديث وما يأتي به العقل، وسنرى دائماً الأفكار صديقة الأحلام، وسنرى أننا مدفوعون للانتظار على من دخل في الأماني وحولها إلى واقع، مجبورين على القبول، نستمع ونستمتع بما حققناه من أحلام، سننظر إلى الأمل بأمل، ولن نستعمل مشط اليأس، يقولون إذا وددت أن ترى السعداء اذهب إلى السوق بعد الفجر، ستجدهم يحملون أكياس أحلامهم ووقتهم المنجز، وآخرين جاؤوا بالنعاس من الليل في أكياس، وتركوه للنور، خاسر من يترقب توقف الليل عن العطاء.
جارتنا التي بقيت تحرس البيت الذي تركه أهله وذهبوا، حلمت بالغابة، زرعت شجر «وايد»، وكانت كالغابة بأحلام خضراء أبقتها في سرور، سعيدة بالإنجاز حتى تحولت إلى واقع وحقيقة، أشجارها أصدقاؤها في الوحدة، أعطتها الممكن، والمستحيل أصبح ممكناً.
إن بعض الأحلام دافع للعمل ومراجعة ما في الأيام، إما تصويب الخطأ وتقديم ما هو صحيح والعمل على التغير، ومنها ما يساعد على إحداث نقلات نوعية نحتفظ بها لمشاعرنا وأحاسيسنا التي غاب عنها التفاؤل والتفاعل؛ لأننا نعيش المناسبات وعلينا التأقلم، الأحلام لا تحتاج إلى شُبّاك تذاكر، تكرار الأحلام يغني عن الحاجة والإسراف، ويفتح للعقل نوافذ للأفكار.