علي عبد الرحمن (القاهرة)
واكبت السينما العالمية عالم الموضة والجمال منذ نشأتها، وكشفت عن كواليسه وما يحيط به من صعوبات تحديات واجهت مبدعيها في ذلك العالم الغامض، وخصصت المهرجانات الكبرى قسماً خاصاً لجوائز الملابس السينمائية، ووصفت الفرنسية كوكو شانيل الموضة بأنها ليست مرتبطة بالأزياء فقط، بل شيء يوجد حولنا في الهواء، إنها النسائم التي تحمل معها الصيحة الجديدة، تشعر بمجيئها وتشم عبيرها في السماء والشارع، مرتبطة بالأفكار وأسلوب حياتنا وما يحدث من حولنا.
وجه جديد
من أوائل الأفلام (Funny face)، وتدور أحداثه حول كواليس عارضات الأزياء، من خلال مصور يبحث عن وجه جديد يصلح كـ«موديلز»، وبعد عدة محاولات يجد ضالته في البائعة «جو» التي ترفض في البداية ثم تقبل بعد علمها بأن العقد يتضمن رحلة إلى باريس، لتصبح واحدة من أشهر عارضات الأزياء في العالم، بطولة روبرت فليمينج، وأودري هيبورن، وعُرض عام 1957.
وتناول فيلم (Mahogany) مسيرة فتاة عاملة في أحد المتاجر تحلم في أن تصبح مصممة أزياء، ويتحقق حلمها بعد الذهاب لروما لتقوم بعمل عارضة أزياء لتصاميمها، وتنجح وتصبح من أشهر المصممات، وتكتشف أن هذا العالم لم يكن مثلما تخيلته، بطولة بيلي دي ويليامز، وديانا روس، وعُرض 1975.
شخصيات عالمية
ويجمع فيلم (Prêt-à-Porter) بين التراجيديا والكوميديا السوداء، حول الصعوبات والتحديات التي تواجه مصممي الأزياء والعارضين وكشف الجانب الصعب من تلك المهنة البراقة، بطولة مارشيلو ماستروياني، وصوفيا لورين، وعُرض 1994.
أما فيلم (Zoolander)، فيدور حول نجم عالم الأزياء الرجالي «ديريك» الذي يتعاون مع زميله للإطاحة بمصمم يخطط لاغتيال إحدى الشخصيات السياسة البارزة، وشارك في بطولته ضيوف شرف من الشخصيات العالمية، منهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والمصممة الإنجليزية فيكتوريا بيكهام، وبطولة أوين ويلسون، ونورا دان، وعُرض عام 2001.
عالم موحش
ويعد (The Devil Wears Prada)، واحداً من أهم الأفلام التي تناولت كواليس عالم الموضة والأزياء، وأحداثه مقتبسة من رواية بنفس الاسم، حول فتاة ساذجة لا علاقة لمظهرها بالموضة، وتحلم بأن تصبح مساعدة أشهر امرأة متخصصة في الأزياء، وشخصيتها تتسم بالحدة والقسوة، ومع تحقيق حلمها تدرك أن المجال ليس سوى عالم موحش ويكلف ثمناً باهظاً، بطولة آن هاثاواي، وميريل ستريب، وعُرض عام 2006، وترشح لـ35 جائزة وحصد منها 8 جوائز.
ويتناول فيلم (Coco Before Chanel)، مسيرة الفتاة الفرنسية غابرييل شانيل من دار للأيتام إلى ملكة متوجة على عرش الموضة، وواحدة من أكثر المؤثرات في القرن العشرين، وكيف أحدثت ثورة في صناعة الأزياء النسائية، وتطور عملها من صناعة القبعات للأزياء الراقية الأنيقة وتغييرها نمط التصاميم، بطولة أليساندرو نيفولا، وأودري توتو، وعُرض عام 2009.
عائلة «غوتشي»
وفي خمسينيات القرن الماضي تناول فيلم (The Dress Makar)، قصة صعود فتاة لتصبح واحدة من أشهر مصممي الأزياء، وتقرر العودة إلى موطنها الأصلي بعد غياب 25 عاماً، وتعمل على تغيير المظهر الخارجي لنساء قريتها، بطولة ليام هيمسورث، وكيت وينسلت، وعُرض عام 2015. وفي نفس الفترة تدور أحداث فيلم (Phantom Thread)، حول المصمم الإنجليزي ينولدز وودكوك، الذي يتعامل مع العائلة المالكة ومشاهير الفن والطبقة المخملية، ولديه شغف الإبداع، إلى أن تدخل حياته فتاة وتصبح مصدر إلهام لتصاميمه، بطولة دانيال داي لويس، وفيكي كريس، وعُرض عام 2017.
ويروي فيلم (House Of Gucci)، قصه كفاح عائلة «غوتشي» الإيطالية الشهيرة في وصول علامتهم التجارية إلى العالمية، إلى أن ظهرت باتريسيا ريجياني، التي أتت من عائلة متواضعة لتتزوج من عائلة غوتشي، ويبدأ طموحها الجامح في تدمير إرث العائلة الأسطورية في مجال الأزياء، بطولة آدم درايفر، وليدي جاجا.
وتناول فيلم «Y Ves Saint Laurent»، أحد أشهر مبدعي عالم الموضة والأزياء المصمم الفرنسي «سان لوران»، وكواليس صعوده والتحديات بمسيرته، والتحاقه بدار كريستيان ديور قبل استقراره وتأسيسه علامته الخاصة، مروراً بتدهور حالته العقلية والنفسية، بطولة جاسبار آليو، وليا سيدو، وعُرض عام 2014.
ويسرد فيلم «Haute Couture» مسيرة «إيستر»، كبيرة الخياطين في دار «Dior» للأزياء الراقية، والصعوبات والتحديات التي تواجه العاملين في الموضة والأزياء، وسلط الضوء على المهارات الشابة بطولة ناتالي باي، ولينا خودري، وعُرض عام 2021.
أفلام وثائقية
تنوعت الأفلام الوثائقية عن الموضة لتطلع المشاهدين على الصعوبات التي واجهت مبدعي المجال لخروج أعمالهم إلى النور، وحرص أصحاب العلامات الشهيرة على مشاركة مشاهديهم أدق التفاصيل، سواء على المستوى العملي أو الأسري، وتضمنت تلك الفئة 10 أفلام، حيث يستعرض فيلم «ديانا فريلاند» مسيرة الصحافية الأميركية، المتخصصة في الموضة والأزياء، وتأثيرها الكبير في القرن العشرين، وصولاً لعملها مستشارة خاصة بمعهد الأزياء لمتحف المتروبوليتان للفنون، وتسمية قاعة أفضل الملابس الدولية باسمها، بطولة ليليان باسمان، وديفيد بيلي، وعُرض عام 2011.
ويتناول فيلم «ماكوين» مسيرة مصمم الأزياء الإنجليزي أليكسندر ماكوين، وقصة كفاحه منذ أن كان يعمل خياطاً وصولاً إلى الشهرة وإطلاق علامته التجارية الشهيرة، وكواليس علاقاته مع المشاهير في الفن، بطولة ألكسندر مكوين، وكيت موس، وعُرض عام 2018.
كذلك فيلم «ديور وأنا»، يتناول مسيرة «راف سيمونز»، المدير السابق لبيت أزياء علامة «ديور»، والتحدي الذي واجه تجربته لخروج مجموعته الشهيرة من الأزياء في زمن قياسي استغرق 8 أسابيع، بطولة كريستيان ديور، وبيتر مولير، وعُرض عام 2014.