محمد نجيم (الرباط)
عُرض مؤخراً في إحدى القاعات السينمائية بمدينة الرباط، الفيلم الوثائقي الجديد «ذاكرة جسد»، لمخرجه وكاتبه المغربي محمد زاغو، الذي يرصد فيه تاريخ الوشم التي تتزين به النساء والفتيات، منذ قرون طويلة، في القرى والمدن المغربية من بينها: قلعة مكونة، تنغير، وقبيلة آيت سغروشن، تارودانت، خنيفرة، الحسيمة وغيرها، وكان من المنتظر أن يُعرض منذ أشهر في عدد من المهرجانات المغربية والعالمية.
يسلط محمد زاغو في هذا الفيلم الوثائقي، طوال (52) دقيقة، الضوء على تاريخ «الوشم» كعلامة مميزة وقيمة جمالية وأيقونة مشبعة بالرمز وروح التاريخ والزمان والمكان، حيث إن الوشم لدى المغاربة تراث وموروث ثقافي شعبي ينطق بخطاب جمالي توقف عنده الكثير من الكتاب والفلاسفة وعلى رأسهم المفكر المغربي الراحل عبد الكبير الخطيبي، وفاطمة المرنيسي، والناقد الفرنسي الشهير رولان بارت وآخرون.
عن هذا الفيلم، يقول المنتج المغربي حسين حنين «العمل يرصد تفاصيل وتاريخ وهوية التزيين بالوشم والرسم على وجوه النساء الأمازيغيات، ويحمل آخر ملامح ذاكرة الوشوم في المغرب من خلال حكايات الجدات الدافئة، وذاكرة وثقافة امتدت لقرون، وبدأت تختفي برحيلهن»، مضيفاً أن الوشوم ليست مجرد متعة وزينة استعملتها المرأة في زمن معين كما يدعي بعضهم، بل له ارتباط عميق بما تحمله الهوية الأمازيغية والإرث الاجتماعي التي تزخر به.
ويستنبط عنوان الفيلم، حسب مؤلفه زاغو، قيمته الجمالية والفنية من روح الذاكرة المحلية المشبعة بالتاريخ والوجدان والأحاسيس الفياضة، وقيم الموروث الثقافي والشعبي لدى المغربيات، اللائي يحملن تلك البصمات، حيث إن لكل واحدة حكاية وذكريات عميقة في القلب والجسد.
ومن خلال الأحداث، يكتشف الجمهور خبايا الكثير من الرسومات الحالمة، في خضم حكي وسرد تلقائي لنساء حملن تلك الأشكال الإبداعية كرمز للجمال والأنوثة والخصوصية.