تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أكد صناع السينما، أن الفيلم الإماراتي يشهد قفزة نوعية في ارتفاع معدل الإنتاجات السنوية، بأفلام ذات مضمون هادف، ورؤية سينمائية، وتنفيذ أعلى مستويات الاحترافية، تقنياً وفنياً، خصوصاً بعدما حققت السينما المحلية حضوراً طاغياً في السنوات الأخيرة، ومشاركة العديد من الأفلام في مهرجانات دولية وعالمية، حاصدة العديد من الجوائز، إلى جانب عرض أفلام أخرى عبر المنصات الرقمية العالمية، والتي نالت رواجاً كبيراً وانتشاراً لافتاً.
تصدر المشهد
ضمن مسابقات «مهرجان العين السينمائي الدولي» الرسمية في دورته السادسة، والذي تستمر فعالياته حتى 8 فبراير الجاري، حصد الفيلم الإماراتي نصيب الأسد من المسابقات الرسمية، حيث يشهد قفزة نوعية في عدد المشاركات في مسابقة «الصقر الخليجي الطويل»، بعرض 5 أفلام دفعة واحدة، متنوعة في القصص والأفكار والمضامين، هي «سباحة 62»، «ثلاثة»، «دلما»، «القافلة تسير»، و«فتى الجبل»، إلى جانب مشاركة 9 أفلام تتنافس في «الصقر الإماراتي القصير».
حضور قوي
وأوضح المخرج والمنتج عامر سالمين المري، الرئيس والمدير الفني لـ«العين السينمائي»، أن الفيلم الإماراتي حقق إنجازات خليجية وعالمية في السنوات الأخيرة، بمختلف أنواعه، سواء الطويل أو القصير أو الوثائقي، واتجه المنتجون والمخرجون إلى تنفيذ أعمال بمستوى فني وتقني عالٍ، جعلته يتصدر المشهد في المحافل السينمائية الدولية والمنصات الرقمية العالمية، وأتت الدورة السادسة من «العين السينمائي» لتؤكد على هذا الحضور القوي، ضمن المسابقات الرسمية للمهرجان الذي نجح في أن يصبح منصة لدعم الإبداعات والمواهب المحلية، وإبراز الفيلم الإماراتي وتحقيقه للمنافسة مع الأفلام الخليجية والعربية والعالمية الأخرى، بعرض 5 أفلام متنوعة في القصص والأفكار الهادفة والمضمون الجاد، وتنوعت ما بين الاجتماعي والرعب والطبيعة والبيئة.
مشاركات دولية
المخرج والمنتج منصور اليبهوني الظاهري الذي يشارك في «العين السينمائي» بفيلمين في مسابقتين مختلفتين، هما «سباحة 62» في «الصقر الخليجي»، و«قصة نجاح أبوظبي» في «الصقر الإماراتي القصير»، أكد أن هذه المشاركات المحلية الثرية والمميزة تؤكد الحضور الفاعل للفيلم الإماراتي، ووجوده المستمر في المحافل السينمائية العربية والدولية، وتعريف الآخر لما وصلت إليه السينما الإماراتية.
وقال: «سباحة 62» حصد مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «لوس أنجلوس للأفلام» (LAFA Lose Angeles Film Awards)، ومرشح حالياً لمهرجان (New York Film Awards)، ومهرجان «لندن للأفلام المستقلة»، إلى جانب عرضه في افتتاح «العين السينمائي الدولي»، كما حصد الفيلم الوثائقي القصير «قصة نجاح أبوظبي» على جائزة «الغافة الذهبية» في «مهرجان الغافة السينمائي الدولي» لنجاحه في سرد قضية خاصة بالبيئة والتغير المناخي، ومرشح حالياً في مهرجان (New York Film Awards)، وهذا دليل على أن هناك حركة سينمائية ثرية تشهدها دولة الإمارات، خصوصاً مع تضافر جهود صُنّاع السينما الإماراتيين، في تقديم إبداعات سينمائية مميزة في الإخراج والكتابة والتمثيل، لإظهار أفلام تترك بصمة قوية في وجدان عشاق «الفن السابع»، من خلال عرض موضوعات تلامس هموم الناس الإنسانية والاجتماعية والتي لفتت أنظار صُنّاع السينما من كل أنحاء الوطن العربي والعالم أيضاً.
سينما مبهرة
وتعتقد المخرجة نايلة الخاجة التي تنافس في «العين السينمائي» في مسابقة «الصقر الخليجي»، بفيلمها الروائي الطويل الأول «ثلاثة»، الذي يمزج بين التشويق والرعب، أن تنوع الموضوعات التي تعرض في السينما الإماراتية بين رصد الواقع الذي نعيش فيه بكل متغيراته، وبين مستقبل وماض يحمل حضارة وتاريخاً كبيراً، ومع وجود مخرجين يمتلكون العزيمة والإصرار، تسهم في تقديم سينما مبهرة ومشرفة أمام العالم كله.
وقالت: إن السينما في الإمارات استطاعت أن تحقق قفزة سينمائية حظيت باهتمام كبير من صُنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم.
طفرة سينمائية
اعتبر الكاتب والمخرج صالح كرامة الذي ينافس في «العين السينمائي» بفيلم «القافلة تسير»، أن وجود عدد كبير من الأفلام الإماراتية في مهرجان واحد أكبر دليل على الطفرة السينمائية التي تشهدها الساحة الإماراتية، بعرض أعمال سينمائية جادة، تتنوع في طرح الأفكار وعرض الموضوعات والقضايا التي تهم الناس والمجتمع.
سينما خضراء
الممثل والمخرج ياسر النيادي الذي يشارك في «العين السينمائي» بفيلمه القصير «حوار الغد: مقابلة مع السيد بلاستيك»، أكد أن هناك تنوعاً كبيراً في طبيعة الأفلام الإماراتية التي تم إنتاجها في الآونة الأخيرة، والتي عرضت قصصاً مختلفة بين الاجتماعي والأكشن والتشويق والرعب، إلى جانب تنفيذ أعمال سينمائية تعمل على زيادة الوعي بأهمية التغير المناخي والتحلي بالمسؤولية البيئية، وتعزز مفهوم الاستدامة، والتي تمت برمجتها في الدورة السادسة من «مهرجان العين السينمائي الدولي» تحت شعار «السينما الخضراء».