عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
الطفل الإماراتي مصلح سعيد العرياني، ظهرت موهبته باكراً في تطويع الأرض وحرثها، حيث بدأ بشتلة بسيطة ليمتلك اليوم مزرعة صغيرة تنتج الكثير من الخضراوات والورقيات وتحقق الاكتفاء الذاتي لأسرته الصغيرة.
العرياني (8 أعوام)، عضو «مبادرة إعلاميي المستقبل» التابع لمؤسسة التنمية الأسرية، كان يراقب جدته وهي تعتني بمزرعتها، ويحاول تقليدها بغرس بعض الشتلات من البذور في أحواض بلاستيكية.
داوم على الزراعة حتى اقتنع والداه بقدراته وشغفه بالزراعة، ليخصصا له مساحة صغيرة بفناء البيت الخارجي، ليمارس هوايته، وينغمس في عالم الزراعة، بحسب ما ذكره والده سعيد الذي شجعه ودعم موهبته بالتوجيه والتأطير وتوفير كل ما يحتاجه من أدوات، موضحاً أنه خصص له مساحة أكبر بعدما نجح في زراعة وإنتاج أنواع كثيرة من الخضراوات والورقيات، وهو في السادسة من عمره، حيث كان يستمتع بدخول حقله وقضاء وقت طويل في العناية بمختلف نباتاته.
نضج وإيجابية
وذكر والد مصلح أن الزراعة ورعاية النباتات من أهم الأنشطة التي تسهم في تنمية مهارات الطفل الفكرية والحسية والنفسية والجسدية والسلوكية وحتى الصحية، مشيراً إلى أن انغماس ابنه في الزراعة والعناية بالنباتات، أكسبه مهارات عالية، وساهم في صقل شخصيته وجعله يتقبل الخسارة والربح، حيث كان في البداية يبكي إذا تعرضت بعض النبتات للتلف.
أما اليوم ومع تدرجه في العمل أصبح أكثر نضجاً وإيجابية وبات يبحث عن الحلول ويسهم في المشاركة بدورات عن الزراعة لأقرانه بمدرسته.
مسؤولية كبيرة
وقال مصلح العرياني، إن حبه للزراعة، ساعده في إنتاج الخس، الجرجير، البقدونس، الفلفل، البزلاء، القرع، النعناع، الطماطم، البطاطا، الفجل، الباذنجان، الكركديه وسواها، مؤكداً أن الشعور بالإنجاز دفعه إلى تثقيف نفسه وتعميق معلوماته.
وقبل ذلك كان يجرب زراعة الليمون، واستخدام بذور الطماطم، والفلفل، ما جعله ينجح في زراعة أنواع كثيرة من الخضراوات والورقيات. ويشعر بمسؤولية كبيرة تجاه هذا النجاح، وبدأ يبتكر في تزيين مزرعته بمختلف المنتجات ودعمها بأنواع جديدة.
استزراع سمكي
يبحث مصلح العرياني عن طرق جديدة لتطوير محصوله، ما دفعه إلى التفكير في الاستزراع السمكي كخطة مستقبلية، وهي طريقة جيدة لزراعة محاصيل أخرى على مساحة صغيرة من الأرض وبكمية محدودة من المياه الخاصة بتربية السمك والغنية بالعناصر الصالحة للزراعة، والاستفادة منها في ري المحاصيل.
ورش تعليمية
بفخر واعتزاز يقدم مصلح العرياني خبرته في الزراعة، ضمن «مبادرة إعلاميي المستقبل» التابعة لمؤسسة التنمية الأسرية، حيث بات يمتلك ثقة بالنفس ويشكل قدوة لأقرانه، فهو يدعو أصدقاءه إلى مزرعته ويعلمهم طرق الزراعة المختلفة، وكيف نجح في إنتاج أنواع كثيرة من الخضراوات والورقيات. وفي لفتة كريمة يوزع العرياني المحصول على الجيران والأهل والأصدقاء، برضا وسعادة.
شغف وفضول
يقول مصلح العرياني إنه بدأ الزراعة مقتدياً بجدته، حيث كان فضولياً وشغوفاً بمعرفة المزيد عنها. زرع شتلة فلفل حلو، وكان يراقبها طوال اليوم ولا يفارقها إلا ليلاً.
وفي اليوم التالي يعود لمراقبة نموها من جديد، ليتعرف على دورة حياتها، ويسجل ملاحظاته. ويذكر أن ثقة والديه في قدراته وتشجيع جدته، من العوامل التي ساعدته في الانخراط بعالم الزراعة بدون خوف، موضحاً أن وقت الحصاد يُعتبر من أمتع لحظات حياته.
وعن طموحه يقول: نجحت في زراعة الكثير من الخضراوات والورقيات، واليوم أحاول زراعة الفواكه وسواها من المحاصيل للمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي منها، وأصبح يوماً من أكبر المزارعين.
