تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أكد مؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي في مجالات مختلفة، أن صانع المحتوى يجب أن يكون مبدعاً، ولديه القدرة على تحقيق الانطلاقة نحو التواصل بمهارات جديدة ومبتكرة، وتقديم محتوى هادف، مشددين على أهمية الاعتماد على أشخاص ذوي خبرات لإدارة المشاريع، وعلى ضرورة اختيار الشريك المناسب لضمان الاستمرارية وتحقيق التميز، معتبرين أن فريق العمل من أهم أسباب النجاح.
تحدث عدد من صناع المحتوى لـ«الاتحاد»، على هامش مشاركتهم في «قمة المليار متابع 2024» التي أقيمت الأسبوع الفائت في نسختها الثانية بدبي، عن تأثير الـ«سوشيال ميديا» في حياتهم الشخصية والمهنية، وكيف انتهزوا فرصة وجود هذه المنصات لتطوير أنفسهم والدخول في مجالات جديدة، وإظهار إبداعاتهم أمام العالم.
«ليش لا؟»
أشار الإعلامي الإماراتي وصانع المحتوى أنس بوخش، إلى رحلته العملية حيث حصد برنامجه الحواري AB Talks أعلى نسب مشاهدة عبر «يوتيوب». وقال: إحدى الأساليب التي تساعدنا على تحقيق الإنجاز اعتماد عقلية «ليش لا؟»، فأنا درست هندسة ميكانيكية ورفضت أن أحصر نفسي في مجال واحد، خصوصاً أن لكل شخص شغفه ومواهبه، فعملت في العقارات ومجلس دبي الرياضي. ومن بعدها دخلت عالم “السوشيال ميديا”، وقدمت برنامج AB Talks، عبر «يوتيوب» وحصدت ملايين المشاهدات.
وقال: الفضول جزء من طبيعتنا البشرية، وهو الدافع الرئيس لرغبتنا في الاستكشاف والابتكار، فنحن نستطيع أن نحقق إنجازات عظيمة ونتعلم أشياء جديدة، لكن الفضول يواجه عقبات كثيرة، منها الخوف والإحراج والرفض، لذلك يجب علينا أن نتغلب على هذه العقبات ونحافظ على فضولنا للوصول إلى أهدافنا.
وشدد بوخش على أهمية أن يتحلى الإنسان بالصمود والإصرار وأن تكون لديه القدرة على التغيير، وتحويل الإخفاق إلى فرصة للإنجاز، وأن يصبح أكثر جرأة في تجربة أشياء لم يفعلها من قبل، حتى يكتشف ما لديه من مواهب وقدرات خفية تحقق له النجاح والتميز. وقال: الـ«سوشيال ميديا» سلاح ذو حدين، فهي منصة متوفرة لتحقيق الأهداف، لكن في الوقت نفسه يجب الحفاظ على الخصوصية، وتقديم المحتوى المفيد والهادف.
«كن مؤثراً»
من جهته، أكد رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، الذي شارك في جلسة بعنوان «كن مؤثراً» ضمن فعاليات «قمة المليار متابع»، أن النجاح لا يأتي مصادفة، بل هو ثمرة العقل والجهد والتعلم والصبر، منوهاً إلى أن التأثير ليس هدفاً، بل هو نتيجة المحتوى النافع، وإدخال الفرحة والأمل إلى قلوب الناس.
أبو هشيمة الذي انطلق من تجربته الشخصية كشاب نشأ في أسرة متوسطة، وتغلب على التحديات ليصبح رائداً في عالم الأعمال والصناعات والتنمية الاجتماعية، قال: مواقع التواصل كانت منصة مهمة لي لإبراز أعمالي في مجال الصناعة، والتأكيد على هذه المشاركات ووجودها الفعلي بعد تشكيك البعض حولها، وذلك من خلال مشاركة نصائحي مع المتابعين الذين أعتز بثقتهم. وهذا التفاعل حفزني على تقديم محتوى مفيد وملهم لتنمية الشباب ودعم المبادرات الخيرية، موضحاً أن التأثير نتيجة وليس هدفاً، فهو لا يسعى لأن يكون مؤثراً بشخصيته، ولكن بعمله وإنجازاته بين الشباب وفي المجتمع.
ووجه أبو هشيمة نصيحة إلى الشباب بأن يكونوا على استعداد دائم للتعلم والتطور، وأن يسعوا إلى المزيد من المعرفة واكتساب خبرات جديدة. وأضاف: بالرغم من الصعوبات والتحديات التي يواجهها الشباب في عالم متغير ومتقلب، إلا أن العصر الحديث يمنحهم فرصاً ثمينة وتقنيات وأدوات لم يسبق لها مثيل في التاريخ، فشباب اليوم يمتلكون إمكانيات هائلة للتعلم والتواصل والابتكار والتأثير، ويجب عليهم استغلال هذه المميزات وتحويلها إلى قوة دافعة لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وأن يكونوا مواطنين فاعلين ومسؤولين في مجتمعاتهم.
سياحة وسفر
دخل مجموعة من صناع المحتوى في مجال السياحة والسفر، وحققوا نجاحاً كبيراً من خلال عرض محتواهم عبر قنواتهم على «يوتيوب»، ومنهم قاسم حتو الشهير بـ«ابن حتوتة» الذي عمل كرحالة في صنع محتوى رقمي حول رحلات السفر في بلدان العالم بأقل تكلفة، وتعلم عدة لغات مثل الإسبانية، وتعلم رياضات متنوعة مثل «سكي دايف» و«سكيتينج» من أجل السفر إلى بلاد تتميز بهذه الرياضات في فصلي الصيف والشتاء، لمشاركة المتابعين بمحتوى هادف واستعراض أبرز الأماكن السياحية في مختلف أنحاء العالم.
أما كريم السيد الذي دخل هذا العالم بسبب تكليف جامعي كان عليه أن ينجزه، قال إن دخوله مجال صناعة المحتوى والسفر حول العالم مكّنه من تعلم أشياء كثيرة، حيث إنه خصص قناته لتقديم قصص مؤثرة ومغامرات عن الاختراعات والمطاعم.
وأضاف: كي ينجح صانع المحتوى في عمله، عليه أن يوجد بصمة إبداعية خاصة به.
الشيف عبير الصغير، ذكرت أنها درست هندسة الديكور لكنها تهوى الطبخ، ودخلت عالم الـ«سوشيال ميديا» منذ 3 سنوات تقريباً، وقدمت فيديوهات نفذتها بنفسها من مطبخ منزلها لإعداد وصفات لأكلات من بلدان مختلفة بطريقة احترافية تجمع بين الطهي المختلف والموسيقى الجذابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحققت شهرة ونسب متابعة عالية.
عالم السينما
أشار المخرج السينمائي فارس قدس إلى أنه تعلم كيفية استثمار الموارد مهما كانت بسيطة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً أن التمسك بالمصداقية أساس نجاح أي مشروع، موضحاً أن بدايته شهدت نجاحاً لافتاً لأنها جاءت في ظروف مناسبة.
وقال: بعد الأعمال التي قدمتها على «يوتيوب» أنتجت مسلسلاً، وشاركت في صنع الأفلام القصيرة، وعام 2019 فزت بـ500 ألف دولار جائزة من صندوق «تمهيد» الذي أعلن عنه «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، وحينها أنتجت أول فيلم وهو «شمس المعارف» لتبدأ رحلتي في عالم السينما، منوهاً إلى أن الأعمال الفنية السينمائية والدرامية تحتاج إلى تمويل وأحياناً إلى دعم من الجهات الفنية، فيما وسائل التواصل الاجتماعي وموقع «يوتيوب»، هي منصات تبرز إبداعات الشباب وتسهم في تحقيق أحلامهم.