لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ينطلق غداً الجمعة «مهرجان الحصن 2024» الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في قلب العاصمة ويستمر حتى 28 يناير، ويصطحب الزوار على مدار 10 أيام في رحلة غامرة عبر عالم من الأصالة والتاريخ. ويزخر برنامج الحدث السنوي بمجموعة فريدة من الفعاليات الثقافية والعروض الفنية والموسيقية والسينمائية والمنصّات، وعروض الأداء والصور المجتمعية التي تحتفي بأبوظبي وتراثها الغني، في موقع الحصن الذي يضم «قصر الحصن»، المبنى الأعرق في تاريخ العاصمة وذاكرتها الثقافية العميقة.
قصة أبوظبي
يتضمن برنامج «مهرجان الحصن» الذي ينظم هذه السنة تحت شعار «تعبير حي عن ثقافة أبوظبي» فعاليات جديدة تسلط الضوء على قصة أبوظبي، وتحتفي بتراثها الغني وذاكرتها الثقافية العريقة، ومنها الفعالية المجتمعية، عادات وتقاليد استقبال المولود الجديد في الأسرة، حيث سيتم استعراض التجربة أمام الجمهور وما يتخللها من مشاهد فرحة وطقوس مجتمعية.
وتشمل الفعاليات استعراض الإبل وحياة الصحراء وما نتج عنها من ثقافة وشعر، وتسليط الضوء على عادات «الحناء»، وكل ما يتعلق بها ضمن تفاعل الجمهور إلى جانب العديد من الأنشطة.
مفاجآت
وقالت رندة عمر بن حيدر، مدير إدارة المهرجانات والمنصات الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة إن «مهرجان الحصن» في دورته الحالية، يحمل الكثير من الفعاليات التشويقية والمفاجآت التي تعكس غنى الموروث الثقافي للإمارات عموماً ولأبوظبي خصوصاً.
ولفتت إلى أنه سيتم تسليط الضوء على عناصر جديدة، بحيث يستكشف من خلالها الزوار صوراً مجتمعية وممارسات قديمة ارتبطت بقيم وطقوس وعادات وتقاليد متأصلة في المجتمع، بحيث تنبش في الذاكرة وتعزز الموروث في اتصال مع المستقبل، ومنها عادات استقبال المولود الجديد. كما سيتفاعل الحرفيون المعاصرون مع التقليديين للاستلهام من خبراتهم وتجاربهم العميقة، بينما يسهم سفراء المهرجان من طلاب جامعات ومتطوعين وكبار السن في انتقال الخبرات للجيل الحالي.
وأشارت إلى أن الحدث الكبير هو تعبير حي عن ثقافة أبوظبي في الماضي والحاضر والمستقبل، حيث يتحول قلب العاصمة إلى تجربة غامرة تسمح بتفاعل مختلف فئات المجتمع فيما بينهم، وترسخ مفهوم الموروث وتضمن انتقاله إلى الأجيال وتعزيزه في أنفسهم، مؤكدة أن المهرجان الذي لا تتجاوز مدته الـ 10 أيام، سيبقى أثره راسخاً في المجتمع.
رسالة
على أرض المهرجان يلتقي الأجداد مع الأبناء في مشهدية جميلة تضمن استدامة التراث، وسط تجارب تفاعلية تراثية في مختلف المناطق، تحتفي بتقاليد المجتمع الإماراتي وعاداته الأصيلة، من الضيافة وفنون الطهي إلى عروض الأداء والأزياء التقليدية والحرف اليدوية التي مازالت تلهم الأجيال إلى اليوم. وتحكي قصة أبوظبي دائمة التطور، في رحلة تستحضر طقوس الماضي وتتفاعل مع الحاضر وتلهم الأجيال وسط أجواء رائعة، انطلاقاً من الأسواق، إلى ورش عمل الأطفال، والأطعمة والمشروبات والعروض التراثية والموسيقية والفنية ومختلف الأنشطة.
منطقة التراث
وتتيح منطقة التراث الفرصة للقاء بالإبل والتعرف على أهميتها والتقاليد والتعابير المرتبطة بها وعلاقتها الوثيقة بسكان البادية. وهنا أيضاً يمكن المشاركة في الممارسات الاجتماعية التقليدية المرتبطة بقدوم مولود جديد إلى الحصن، وتجربة سوق الصوغ الوفير بالأزياء والمجوهرات التي تتزين بها المرأة الإماراتية.
الإرث
وعبر مناطق مختلفة يحيي الحرفيون التاريخ من خلال عروض وتجارب تفاعلية تدعوهم إلى المشاركة فيها والتعلم منها، لنحتفل بالأجداد وإرثهم الذي مازال يغني حياتنا اليوم.
ويضم محور التراث العديد من التجارب الملهمة، مع فرصة مشاهدة الحرفيين التقليديين يعملون على إتقان مجموعة من الحرف التقليدية، بينما يستلهم منهم الصناع المعاصرون قطعهم، بحضور استعراضات وورش عمل تكسبهم مهارات جديدة.
ويستمتع الزوار بمجموعة من التجارب التفاعلية الجميلة، منها فعالية «الروايب» ضمن «بيت الحرفيين»، والتي تسلط الضوء على «الحناء» وما يرافقها من طقوس اجتماعية، «بطولة القهوة العربية» و«ساحة الصناع».
وتتضمن نسخة «البيت الإماراتي»، معرض التحف، سوق الصناع، المنصة، الاستوديو، حديقة الحيوانات بالعين، وتجربة «بيت بيت» من مكتبة أبوظبي للأطفال، والعديد من الأنشطة العائلية، وسوق المزارعين، وسوق التمور، والبازار الذي يستعرض إبداعات الشباب.
الحرف
بالانتقال إلى منطقة الحِرَف، يمكن التعمق في ثقافة «الحناء» والاستمتاع بمساحة تستضيف البيت الإماراتي، حيث يجتمع بائعو قطع أثرية ومصمّمون واستوديوهات جديدة من مختلف أنحاء الإمارات.
أما المحطة التالية، فتصطحب الزوار إلى الأجواء الأكثر حيوية في منطقة المجتمع، حيث يعيش الزوار أجواء العروض الحية ويتعرفون على متاجر متفردة، كما يمكنهم الاطلاع على أعمال الاستوديوهات الإبداعية المحلية الجديدة، ويجدّدون النشاط مع مذاقات شهية ومتنوعة يعدّها بائعو أطعمة يشاركون في فعاليات مهرجان الحصن للمرة الأولى.
المجتمع
الجمهور على موعد مع التذوق والتسوق ضمن منطقة المجتمع، بحيث يستمتعون بالموسيقى ويتذوقون الطعام، بينما يستفيد الكبار والصغار من مختلف ورش العمل. وتهدف المنطقة إلى تعزيز التواصل في المجتمع والإضاءة على أروع ما في الإمارات من صور اجتماعية وفنية، وإبداعات شبابية.
وتتضمن تجارب متعددة منها المجتمع الثقافي، حيث بإمكان الزوار التجول ومشاهدة المعارض الفنية الرائعة، والتسوق والتذوق، والاستمتاع بالموسيقى المحلية على كورنيش الحصن، والموسيقى الشبابية على مسرح الفلج، ومتابعة إبداعات المواهب من مختلف فئات المجتمع ضمن «موهبتي» التي تشجع مختلف المواهب من المجتمع على الإبداع وتبرز مواهبهم.