لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تتواصل فعاليات المعرض الفني الضوئي «منار أبوظبي» المبهر في «جزيرة اللؤلؤ»، بنجاح كبير، ضمن تجربة غامرة للزوار مع جماليات الطبيعة والضوء والماء، ولوحات بصرية تخاطب الحواس وتدعو للاستمتاع بمجموعة من الأعمال الفنية التكليفية والضوئية، التي يتم عرضها في العديد من الجزر وغابات أشجار القرم والمساحات الطبيعية الساحرة في العاصمة، وتشهد هذه المواقع تدفقاً جماهيرياً يفوق التوقعات، حيث يسعى الجميع للتجول بين هذه الأفكار الإبداعية ومشاهدة جمال أبوظبي من زوايا مختلفة، في معرض مفتوح يزخر بالأعمال الفنية المذهلة التي تحتوي الزائر وتصبح جزءاً منه، ويراها كما لم يرها من قبل.
انعكاس للذات
يندرج «منار أبوظبي»، في دورته الأولى تحت شعار «سكون الضوء»، تحت مبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي دشنتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، باعتبار الضوء انعكاساً للذات والجسد والعقل والروح، ويضم المعرض الذي يقام على نطاق الإمارة، مجموعة من الأعمال الفنية لأكثر من 20 فناناً محلياً وإقليمياً وعالمياً، من الإمارات العربية المتحدة والأرجنتين وتايوان وألمانيا وفرنسا والهند واليابان والمكسيك وفلسطين والسعودية وتونس والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
تجربة استثنائية
قالت علياء زعل لوتاه، مُقيّم فني لمعرض «منار أبوظبي»، في لقاء خاص مع «الاتحاد»، إن المعرض الذي ينظم كل عامين، ويشمل مدينة العين والظفرة، يساهم في تسليط الضوء على التزام مبادرة «أبوظبي للفن العام» المستمر بتعزيز الأماكن العامة في الإمارة من خلال الفن، والاستفادة من الإرث الثقافي النابض بالحياة، وفي الوقت ذاته التطلع إلى مستقبل يزخر بالإمكانات الإبداعية، بمشاركة 10 فنانين إماراتيين من أصل 20 فناناً عالمياً، يعرضون 35 عملاً فنياً على مستوى مختلف أماكن العرض.
وأضافت «يهمنا أن يشارك الفنان الإماراتي في هذا المعرض الراقي، إلى جانب الفنانين العالميين، وحرصنا على أن تكون تجربة جميلة واستثنائية للزائر، لاستكشاف أبوظبي من كل الزوايا، ويكفي الوقوف مثلاً على جزيرة اللؤلؤ ليجعل الزائر ينبهر بجماليات العاصمة».
خيوط من نور
تبدأ التجربة، حسبما تقول لوتاه، من جزيرة اللؤلؤ، عبر ركوب القارب والتجوال وسط الأعمال الفنية والطبيعة الخلابة، الزاخرة بالمياه والغابات والنباتات الصحراوية، حيث يسير الزائر وسط الحروف لتتدفق على إثرها الأضواء لتلامس القلب، وتتناثر الرمال على خلفية هدير أصوات الزوار، لتشكل كثباناً في صورة أمواج، ضمن محطات تروي كل منها قصة جذابة، بينما تتألق أبوظبي على الضفة الأخرى لتشكل لوحة بصرية ضوئية تأسر الناظرين، وسط خيوط من نور تربط الأرض بالسماء.
قصة ضوئية
وأضافت لوتاه: «نحن نسرد قصة أبوظبي البيئية والطبيعية عبر مسارات مضاءة، حيث تختلف الأماكن باختلاف الطبيعة في الأماكن ذات الطابع التراثي والبحري والفني المعاصر، ونحن سعداء بنجاح الفنانين المشاركين في المعرض الذين حرصوا على تقديم أعمال جديدة خاصة بأبوظبي، تتجاوب مع الطبيعة، مع الاحتفاظ بجميع المكونات من نباتات محلية وأشجار ورمال لتندمج مع الأعمال، وتمت إضاءة المسار بالطاقة الشمسية، وحرصنا أن تكون الأعمال لا تضر بالبيئة، فمثلاً العمل الفني «كولايدر»، وهو الشعاع الملتصق بالسماء، لا تراه الطيور عبر تقنية متطورة، وضمن رؤية أبوظبي المستدامة.
عناصر الطبيعة
يمزج المعرض بين عناصر الطبيعة والماء وفن الضوء لابتكار تجربة متفردة بالإمارة، حيث أكدت لوتاه أن جميع الأعمال تتفاعل مع الطبيعة، وتقدرها، كما يهمنا استمتاع الزائر بالمعارض ضمن بيئة مفعمة بالجمال والرفاهية، مع توفير جميع المرافق من مصلى ومقاعد ومطاعم، كي يقضي الزائر أمسية ثقافية ترفيهية لا تنسى، ويمكن الوصول إلى مختلف أماكن المعرض عبر وسائل مختلفة، منها استخدام القوارب أو «الكاياك» أو مشاهدة اللوحات الضخمة من كورنيش أبوظبي، ضمن أماكن مفتوحة، ليتفاعل الجميع مع هذا الحدث الفني، كأسلوب حياة والارتقاء بالذوق العام.
وأوردت لوتاه، أن برنامج المعرض يجسد الإرث الثقافي للإمارة، ويرسم ملامح التعبير الإبداعي، مع تشجيع المشاركة المجتمعية عن طريق إتاحة المجال أمام الزوار للتواصل مع الفنون الإبداعية وسط أحضان الطبيعة.
قائمة المشاركين
تضم قائمة المشاركين أكثر من 20 فناناً محلياً وعالمياً، وهم: أحمد سعيد العريف الظاهري، أسماء بالحمَر، آلاء إدريس، أيمن زيداني، تيم لاب، جميري، جيم دينيفان، رافاييل لوزانو هيمر، روضة الكتبي، رين وو، سامية حلبي، شيخة الكتبي، شيزاد داوود، شيلبا غوبتا، عائشة حاضر، غروب إف، كارستن هولر، لطيفة سعيد، لوسيانا آبايت، محمد كاظم، نادية كعبي لينك، ونجوم الغانم.
«سكون الضوء»
يُقام معرض «منار أبوظبي» تحت شعار «سكون الضوء»، ويضم أكثر من 35 عملاً فنياً تكليفياً جديداً، ومنحوتات مُضيئة، فضلاً عن عروض ضوئية وأعمال فنية غامرة، ويمتد المعرض عبر مواقع رئيسة مثل جزيرة اللؤلؤ، جزيرة السمالية، جزيرة فاهد، منتزه قرم الجبيل، الكورنيش، جزيرة السعديات، وغابات أشجار القرم الشرقي، لتتماشى هذه التجربة مع الرؤية الثقافية للإمارة المتجذرة في الذاكرة الجماعية لسكانها، وتسهم في الارتقاء بجودة الحياة والرفاهية وسهولة الوصول إلى جميع أشكال الفن، وهي تجربة مستوحاة من السرد البصري الاستثنائي الذي ينسجه ويبتكره فنانون موهوبون.