لكبيرة التونسي (أبوظبي)
الشعور بالألم تجربة غير سارّة على الإطلاق، ويختبرها الكثيرون في مختلف مراحل حياتهم، ويمكن للألم أن يكون ناتجاً عن أسباب متنوعة مثل الإصابات، والأمراض المزمنة، والعمليات الجراحية، أو حتى الضغوط النفسية، وفي كثير من الأحيان، يؤثر الألم بشكل سلبي على جودة الحياة والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي، لهذا السبب، تمثل إدارة الألم موضوعاً حيوياً ومهماً في مجال الرعاية الصحية، ويشمل مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات والتقنيات التي تهدف إلى تقليل شدة الألم وتحسين حالة المريض.
عادات صحية
الدكتور محمد إبراهيم الأهل، استشاري التخدير والألم التدخلي في مستشفى «هيلث بوينت»، قال إن إدارة الألم يمكن أن تكون بأساليب غير دوائية، وتعتمد على فهم عميق لأسباب وآليات الألم، بالإضافة إلى تقدير الاحتياجات الفردية لكل مريض، مقدماً بعض الحلول لإدارة الألم بعيداً عن الأدوية.
وأكد د. الأهل أن إدارة الألم بعيداً عن الأدوية أمر ممكن من خلال ممارسة عادات صحية متنوعة مثل الرياضة التي تتماشى مع الحالة الصحية للمريض وعمره، كما أوصى المرضى بممارسة السباحة والمشي السريع وتمارين الاستطالة، إلى جانب الحفاظ على وزن صحي للجسم لتقليل الألم، وخاصة ألم المفاصل، مشيراً إلى أن الرياضات الذهنية مهمة أيضاً لتشتيت انتباه العقل عن الألم.
ممارسات خاطئة
وأكد د. الأهل، قائلاً «دائماً ما ننصح المرضى بتعلم الأساليب الصحيحة للجلوس والقيادة والنوم لتقليل الأضرار الناتجة عن الممارسات الخاطئة، مثل الجلوس لوقت طويل في وضعية سيئة، كما ننصحهم بالإقلاع عن التدخين لما له من آثار سلبية على صحتهم العامة، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، مع تجنب التوتر قدر المستطاع، ومحاولة إبعاد التركيز عن الألم وعدم التفكير بالمشكلة كثيراً، والمشاركة في نشاطات جماعية، مما يجعل حياة المريض أكثر سهولة».
وأضاف أن إدارة الألم بشكل غير دوائي تنجح أيضاً في آلام أسفل الظهر والرقبة وألم متلازمة الفيبروميالجا، وبالتأكيد العلاج غير الدوائي هو جزء أساسي ومكمل لعلاج آلام جميع الحالات، عبر تبني أسلوب حياة شامل للتخلص من الألم.
رياضة ويوغا
أشار د. محمد إبراهيم الأهل، إلى أن الألم المزمن هو استجابة طبيعية للجسم، ويمثل وقاية من مخاطر أكبر، لذا فإن ممارسة الرياضات المختلفة تساعد المريض على التركيز الإيجابي للتخلص من هذا الألم، وأوصى جميع المرضى بممارسة هذه الرياضات والاعتماد على نشاطات مثل التأمل واليوغا، مع الابتعاد عن كل ما يسبب التوتر قدر الإمكان.