عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تزامناً مع الأجواء الشتوية الجميلة، حقق «مهرجان الذرة والبطاطا» المندرج تحت مظلة «جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميُّز الزراعي»، التي تنظمها هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في دورتها الثانيةَ، ضمن جناحها في «مهرجان الشيخ زايد 2023» نجاحاً كبيراً، حيث شهد حضوراً جماهيرياً لافتاً، حيث استقطب العديد من المزارعين الذين عرضوا منتجاتهم الطازجة ضمن بيئة تفاعلية، كسرت الحاجز بين المزارع والمستهلك.
استدامة زراعية
ضم جناح الجائزة الذي يهدف إلى تحفيز القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتكريم المزارعين ومربّي الثروة الحيوانية المتميزين بالدولة وإبراز دورهم في تحقيق الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي، والارتقاء بجودة الإنتاج المحلي، وتعزيز روح المنافسة الإيجابية بين المزارعين ومربّي الثروة الحيوانية، والتشجيع على تبنّي أفضل الممارسات الزراعية، إضافة إلى ورش عمل تفاعلية لتثقيف الأطفال وتوعيتهم بأهمية الزراعة والاستدامة.
«مزارع ومرب مبتكر»
ويقول المهندس منصور المنصوري، رئيس فريق الشق النباتي في المسابقات المصاحبة لـ«جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي»، إن «مهرجان الذرة والبطاطا»، الذي اختتم فعالياته مؤخراً، ضم نخبة من أفضل منتجي الذرة والبطاطس، في جناح هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بـ«مهرجان الشيخ زايد»، واستقطب الزوار من مختلف الجنسيات تحت شعار«مزارع ومرب مبتكر برؤية مستدامة».
وأوضح المنصوري أن الأهداف من المسابقات والمهرجانات المصاحبة للجائزة، تتمثل في تشجيع وتحفيز المزارعين للاهتمام بالمنتج المحلي، والاستدامة الزراعية لتحقيق منظومة الأمن الغذائي والأمن الحيوي والاكتفاء الذاتي، مؤكداً أن الجائزة سيكون لها دور وأثر كبيرين في المستقبل، حيث سيتم تحقيق رؤية الجائزة المتمثل في «مزارع ومرب مبتكر» في شقيها النباتي والحيواني،
فرص تسويقية
وأشار المنصوري إلى أن «مهرجان الذرة والبطاطا»، يندرج ضمن الشق النباتي وهو يشجع المزارعين المحليين ويرفع التنافسية والإيجابية، ويوفر فرصاً تسويقية لهذه المنتجات المحلية، لإيجاد أسواق بديلة، وأضاف «نعمل معاً لإكمال هذه المسيرة، وتحقيق التنمية الزراعية، كما ندعم ونشجع التعاون المشترك بين المزارعين، وندعمهم لمواجهة التحديات الكبيرة في قطاع الزراعة، وهذه الجائزة لها مردود كبير في تطوير وتنمية القطاع الزراعي، وتحقيق منظومة الأمن الغذائي».
وأوضح المنصوري إلى أن الجائزة هذا العام تضم عدداً من المسابقات المصاحبة، في إطار فعاليات «مهرجان الشيخ زايد» في الوثبة، وعدداً من المهرجانات المتنوِّعة، شملت «مهرجان الذرة والبطاطا»، «مهرجان التين»، «مهرجان الفراولة»، «مهرجان ثمار النبق»، و«مهرجان مستلزمات الإنتاج الزراعي»، وأضاف «تعكس جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميُّز الزراعي، الدور الريادي للدولة في تحفيز الزراعة المستدامة والابتكار».
ابتكار وإبداع
حسن جمال الزعابي صاحب مزرعة شارك في «مهرجان الذرة والبطاطا»، بإنتاجه من محاصيل متنوعة كالخيار والطماطم، والذرة والبطاطا الحلوة، وقد أشاد بالتنظيم الجميل ومنح فرصة كبيرة للمزارعين لعرض وترويج منتجاتهم، تحت مظلة الجائزة، موضحاً أنه استفاد كثيراً في أول مشاركة له، حيث إن هذه المسابقة فتحت الباب أمامه للتفكير في طريقة التعامل مع المنتج، بحيث يمكن أن يباع طازجاً أو مطبوخاً أو مشوياً، كما شجعته الجائزة على الابتكار والإبداع خارج الصندوق في التعامل مع المحصول، وإيجاد طرق جديدة لتصريف المنتج بعد التعليب والتغليف.
وأكد الزعابي أن المنتج المحلي يتميز بالجودة العالية، مؤكداً أن زراعة الذرة تواجه بعض التحديات، منها تعرضها لبعض الآفات والأمراض التي يتم التصدي لها باستخدام مواد طبيعية مثل الفلفل الحار والثوم والنيم، وبعض المبيدات العضوية الآمنة، كما يتم ريها بنظام التقطير.
لماذا الذرة والبطاطا؟
أورد منصور المنصوري أن الاختيار وقع على «الذرة والبطاطا» كمحاصيل زراعية محببة ومرغوبة من الناس خلال الأجواء الشتوية الجميلة التي تشهدها الدولة، حيث يمكن الاستمتاع بها خلال رحلاتهم البرية، وفي بيوتهم أيضاً، ويمكن تناول الذرة مطبوخة أو مشوية أو بطرق أخرى إبداعية كل حسب ذوقه، موضحاً أن الهدف الأساسي يتمثل في تشجيع إنتاجها كونها من المحاصيل ذات المرود السريع، حيث تبدأ زراعتها في شهر سبتمبر وتُحصد مع بداية شهر ديسمبر، ولتشجيع إنتاج البطاطس ننشر ثقافة زراعة البطاطس، بنوعيها «البطاطا» العادية و«البطاطا» الحلوة المعروفة بـ«الفندال»، لما تشهده من إقبال ورواج في فترة الشتاء وتتزامن مع إنتاج الذرة، مؤكداً أن المهرجان شارك فيه 15 مزارعاً ممن أثبتوا نجاحهم في إنتاج «الذرة والبطاطا».
تجربة مفيدة
أكد المهندس محمد المهيري أن المشاركة في المسابقة تجربة مفيدة، حيث استطاعت كسر الحاجز بين المزارع والمستهلك، وقد أخذنا بعين الاعتبار آراء الزوار من خلال الاحتكاك بهم، مؤكداً أن المشاركة فتحت آفاقاً جديدة لتسويق وبيع المنتجات، والعمل على تجويد المنتج، موضحاً أن المزرعة العائلية تتضمن العديد من المنتجات المتنوعة من ذرة وبصل وفاصوليا وتمور، وغيرها من المنتجات التي تحقق الاكتفاء الذاتي.
