لكبيرة التونسي (أبوظبي)
وسط أجواء مبهجة، تتواصل فعاليات «ملتقى أبوظبي الأسري الرابع 2023» الذي يستمر حتى 15 ديسمبر الجاري، ويأتي تحت شعار «أسرة متماسكة.. مجتمع مستدام»، في جزيرة الحديريات بأبوظبي، بتفاعل كبير بين جميع أفراد المجتمع، وهذا الملتقى ينضوي تحت مظلة «برنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي»، ويُعد أحد المشاريع الرئيسة لمؤسسة التنمية الأسرية، ويركز على الأسرة باعتبارها النواة الرئيسة للمجتمع، ولما لها من أهمية كبيرة من قبل القيادة الرشيدة في دولة الإمارات.
تمكين الأسرة
يتضمن الملتقى، الذي يستهدف الأسرة بجميع مكوناتها، أنشطة متنوعة بالتعاون مع مختلف الشركاء الاستراتيجيين، من أجل تحقيق أهدافه الرامية إلى تمكين الأسرة من تنمية قدراتها والتكيف الإيجابي مع متغيرات المستقبل مع الحفاظ على استقرارها واستدامتها، وتمكين المؤسسات من التعرف على احتياجات الأسرة وتبادل الخبرات مع المؤسسات الشريكة وتطوير خدماتها، وإحياء الموروث المحلي، وتعزيز العلاقة بين الأسرة والمؤسسات المختلفة، وترسيخ ثقافة ريادة الأعمال بين الأجيال المقبلة، مع تنمية مهارات الأطفال وتطويرها والاستثمار الإيجابي لطاقاتهم المتعددة.
شفافية ومصداقية
وعبر أنشطته التفاعلية، يعمل الملتقى على ترسيخ قيم الذكاء المجتمعي والابتكار واستثمار الطاقات وتعزيز التلاحم المجتمعي، والتوعية بالخدمات الحكومية خاصة الرقمية الموجهة للأسرة بكافة أفرادها وأوضاعها الاجتماعية وتطوراتها وتسهيل الوصول إليها، والمساهمة في بناء علاقة ثقة تكاملية بين أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية والخدمية المختلفة على أسس من الشفافية والمصداقية وتحمل المسؤولية والالتزام بالقوانين، عبر محطاته الرئيسة المتمثلة في «الأسرة المستدامة»، و«الموروث الإماراتي» و«ريادة الأعمال» و«أطفال المستقبل»، حيث تنظم كل محطة العديد من الورش والأنشطة التفاعلية تحت مظلتها، للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع.
«الأسرة المستدامة»
وتستقطب «محطة الأسرة المستدامة» العديد من الورش والفعاليات ضمن مشاركة الشركاء الاستراتيجيين، حيث قالت المهندسة سناء يوسف الضاعن، مدير إدارة الخدمات العامة في مؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة محطة «الأسرة المستدامة»، إن هذه المحطة تروّج لمختلف البرامج التي تصب في صالح الأسرة، وتحتضن العديد من الفعاليات والأنشطة والورش التفاعلية والاستشارات الأسرية، مثل «الوالدية الرقمية»، وبرنامج «جسور الأمل» و«السلامة المرورية»، و«الزراعة المنزلية» و«قوي عضلاتك وتخلص من الترهلات» و«التنمر المدرسي وكيفية مواجهته» و«المطبخ الصحي»، مع تقديم نصائح حول الاستدامة، وورش إعادة التدوير والأنشطة الرياضية، والعديد من المفاجآت المخصصة للجمهور، بهدف تعزيز الروح الوطنية ونشر السعادة بين أفراد الأسرة، ودعم الموهوبين من الشباب، وتنمية الوعي بين أفراد المجتمع.
«الموروث الإماراتي»
أجواء استثنائية تشهدها محطة «الموروث الإماراتي» تسافر بالزوار إلى زمن الأولين، وأحياء «الفرجان» قديماً، حيث تختلط النكهات والروائح والأصوات، من بخور وعطور وسعف نخيل وفنون شعبية، ناهيك عن الشاشة العملاقة التي تقدم المسلسلات الإماراتية القديمة، بينما تجلس الأمهات تمد الشباب بخبراتهن من أجل استدامة الموروث وتعزيزه لدى الأجيال، كما يتسع المكان لمشاريع الشباب التراثية.
وقالت عائشة سالم الكعبي، مسؤول تنظيم فعاليات أول في مؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة محطة الموروث الإماراتي: نحرص على نقل الموروث الإماراتي لكافة أفراد المجتمع، وتتضمن هذه المحطة طقوس العُرس الإماراتي والألعاب الشعبية وصناعة القهوة وصناعة الحلوى، عبر مجموعة كبيرة من الحرفيات اللاتي يستعرضن العديد من الحرف مثل «السدو»، «نقش الحناء»، و«التلي» وغيرها.
«ريادة الأعمال»
وتستقطب محطة «ريادة الأعمال»، الزوار من مختلف فئات المجتمع وخاصة الشباب، حسبما أوردت شما المنصوري رئيس المحطة، قائلة إن ريادة الأعمال المستقبلية المستدامة إحدى دعائم الاقتصاد الوطني، ووسيلة لتوعية أفراد الأسرة وخدمة أهدافهم وتعزيز جودة حياتهم، مشيرة إلى أن المحطة تستضيف الشركاء الاستراتيجيين ورواد الأعمال، من أجل تسهيل الإجراءات الخاصة بإصدار التراخيص وفتح الحسابات البنكية وغيرها، وتسمح المحطة للزوار بالتعرف على رواد الأعمال والخدمات التي تقدمها مختلف الجهات لتسهيل مشروعهم، كما تشكل المحطة منصة لعرض مشاريع الشباب من الدخون والبخور والملابس العربية والتراثية والعصرية، ودعم ركن الرسم الحي والمباشر، مع تقديم ورش تدريبية على يد خبراء وباحثين ورواد أعمال لدعم وتحفيز الشباب وتمكينهم.
دعم الشباب
فيما أوضحت د. شفيقة العامري، رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات لرائدات الأعمال، والمشاركة ضمن محطة «ريادة الأعمال» بالعديد من المشاريع الشبابية، أن الجمعية تستهدف طالبات المدارس من الصف الإعدادي والثانوي، وتحاول تغيير طريقة تفكيرهم من الاستهلاك إلى الإنتاج، كما نساعد طالبات الجامعات على تأسيس مشاريعهن، وندعم أصحاب الهمم وربات البيوت، وخلال هذا الملتقى نقدم عدة ورش عمل متخصصة للزوار حول المشاريع الصغيرة، وكيفية بدء المشروع انطلاقاً من دراسة الجدوى.
«أطفال المستقبل»
عند دخول محطة «أطفال المستقبل»، تجد في استقبالك حركة بيع وشراء واستعراض للمهارات الإبداعية ضمن أجواء تحفيزية، حيث الورش التعليمية والترفيهية وألعاب الذكاء والتجار الصغار، في محاولة لتشجيع الزوار على اقتناء منتجاتهم، وتركز هذه المحطة على تعليم الأطفال بطريقة ممتعة ومسلية وتشجعهم على أن يكونوا أفراداً فاعلين في أسرهم ومجتمعهم، كما تساعدهم هذه المحطة على بناء نموهم وتطورهم بشكل صحي وطبيعي، من خلال التواصل الحسي والحركي وتعزيز الترابط بين الطفل والأهل والبيئة المحيطة، الأمر الذي يمثل عنصراً أساسيا للتطور الاجتماعي والعاطفي والإدراكي لدى الأطفال، ويجعلهم أكثر ذكاء وقدرة على التكيف وأقل توتراً.
وتركز المحطة على الأطفال في مراحل مبكرة، لتنمية وعيهم وصقل شخصيتهم، من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات الغنية بالخبرات التعليمية والعاطفية، التي تتيح لهم اكتساب المهارات والعادات والقيم التي تنمي هويتهم، وذلك عبر ورش تعليمية، منها «ألعاب أطفال المستقبل، «عرض أفلام أطفال الاستدامة»، «أبطال الاستدامة»، «حماية الأرض مسؤوليتي»، «لحياة مليئة بالابتسامة والصحة»، و«الامتنان والشكر للوالدين»، وغيرها من الورش التعليمية التفاعلية.
«سينما لوّل»
أشارت عائشة الكعبي، قائلة: «تتميز محطتنا بمعرض للصور القديمة لإمارة أبوظبي من الأرشيف والمكتبة الوطنية، إلى جانب ركن خاص بالبحر يستعرض كل أدوات الصيد ضمن مشاهد من الحياة الاجتماعية القديمة ترافقها ورش تدريبية للبيئة البحرية وأدواتها، بالإضافة إلى فعاليات ترفيهية مثل المسابقات ولقاءات خاصة بالتراث، إلى جانب عرض مجموعة من المسلسلات القديمة ضمن ركن «سينما لوّل»، والتي يتم تقديمها للجمهور بالتعاون مع شريكنا الاستراتيجي شبكة أبوظبي للإعلام، وهذه المسلسلات تم تصويرها وإنتاجها وإخراجها في دولة الإمارات.
حلول مبتكرة
يسعى «ملتقى أبوظبي الأسري الرابع»، إلى تأكيد دور الأسرة باعتبارها شريكاً استراتيجياً فاعلاً في تحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة والوقوف على الظواهر والقضايا والتحديات التي تواجهها، وإيجاد الآليات والحلول المبتكرة التي تسهم في الحفاظ على تماسكها واستقرارها، مع استكشاف قدرات الموهوبين ورواد الأعمال المبدعين وأصحاب الهمم، واستثمار خبرات كبار المواطنين وتفعيل المسؤولية المجتمعية للأسرة، وتوفير فرص لدعم المبدعين والمتميزين وتوظيفها في خدمة المجتمع.