عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
أجواء ساحرة، وطبيعة خلابة، وخصائص فريدة تتمتع بها جزيرة غوام الأميركية، ويأتي من بينها تصدرها لمؤشرات جودة الهواء العالمية، حيث تُعد واحدة من أكثر مناطق العالم نقاءً في الهواء، والأقل تلوثاً.
550 كيلو متراً مربعاً
تقع جزيرة غوام ضمن مجموعة جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ، وتحديداً في المنطقة الواقعة بين جزر هاواي والفلبين، وتتبع الولايات المتحدة الأميركية إدارياً وسياسياً وعسكرياً منذ عام 1898.
وتبلغ مساحة الجزيرة نحو 550 كيلو متراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها وفق تعداد عام 2016 نحو 162 ألف نسمة، 37% منهم سكان أصليون، ويتحدثون لغات عدة، على رأسها الإنجليزية، إضافة إلى لغة «تشامورو» وهي لغة السكان الأصليين، وتُعرف العاصمة باسم «هاغاتنا».
تمتد في النصف الجنوبي للجزيرة سلسلة جبلية ذات أصل بركاني. أما الجزء الشمالي منها فهو عبارة عن أرض هضبية، وتنبع العديد من الأنهار في الجبال وتصب في الساحل.
4000 عام
اُكتشفت جزيرة غوام في عام 1521 على أيدي الرحالة البرتغالي، فرديناند ماجلان، وذلك ضمن أول بعثة أوروبية بحرية في منطقة غرب المحيط الهادئ، وبحسب دراسات علمية وتاريخية، فإن الجزيرة كانت مأهولة بالسكان منذ 4 آلاف عام تقريباً، ومنذ عام 1561 أصبحت خاضعة لإسبانيا، ومنذ عام 1898 خضعت لسيطرة أميركا بعد انتهاء الحرب الأميركية الإسبانية.
وخلال الحرب العالمية الثانية، خضعت الجزيرة لسيطرة اليابان، وتحديداً خلال الفترة بين عامي 1941 و1944، وبعدها عادت لسيطرة الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت في عام 1950 أن غوام جزءاً من أراضيها، وتم نقل الإشراف عليها من البحرية الأميركية إلى وزارة الداخلية، وأصبح سكان الجزيرة يحملون الجنسية الأميركية.
ويشبه نظام الحكم في الجزيرة ما يجري في داخل الولايات الأميركية، إذ ينتخب سكانها هيئة تشريعية من مجلس واحد. كما ينتخبون حاكماً ونائباً للحاكم مرة كل أربع سنوات.
وفي السابق، كان الرئيس الأميركي هو من يتولى مهمة تعيين حكام جزيرة غوام، ولكن منذ عام 1972 ينتخب سكان الجزيرة وفداً لمجلس النواب الأميركي، ويحق للنواب التصويت في اللجان التابعة لمجلس النواب الأميركي، ولكن ليس في المجلس ذاته.
هواء نقي ونظيف
تتميز جزيرة غوام بالعديد من المميزات والخصائص الطبيعية الفريدة، ويأتي على رأسها الهواء النقي النظيف والأقل تلوثاً، وهو ما جعل مؤشر جودة الهواء العالمي المعروف بـ (World Air Quality Index) يعتبرها في الإحصاء الأخير الصادر خلال يونيو من العام الجاري 2023 الأكثر نقاءً في العالم، مع مستوى تلوث هواء منخفض للغاية لا يتجاوز مقداره 1.3 ميكرو غرام لكل متر مكعب.
ويعود السر في الهواء النقي والنظيف الذي تتمتع به جزيرة غوام إلى موقعها الجغرافي الفريد والبعيد عن الأنشطة الصناعية وأعمال شركات المنتجات الثقيلة، بالإضافة إلى مجموعة مهمة من السياسات والخطط البيئية التي تتبعها إدارة الجزيرة بشكل استباقي، وهو ما جعل الجزيرة مقصداً للزوار والسياح الراغبين في تنفس هواء نقي.
مناخ دافئ
تتمتع جزيرة غوام بمناخ استوائي دافئ طوال العام، وتتساقط عليها كميات ضخمة من مياه الأمطار، حيث يبلغ متوسط هطول الأمطار نحو 2300 مم خلال أشهر العام، وغالبيتها تهطل في الفترة بين شهري مايو ونوفمبر، وبين الحين والآخر تتعرض الجزيرة لبعض الأعاصير.
كما تتميز جزيرة غوام بطبيعة خلابة وساحرة، حيث توجد بها غابات ونباتات استوائية، إضافة إلى بعض الشواطئ الرائعة، والكائنات البحرية، والشعاب المرجانية.
1.5 مليون زائر
الطبيعة الساحرة، وجودة الهواء النقي، والمناخ الاستوائي الدافئ، وغيرها من المقومات والخصائص التي تتمتع بها جزيرة غوام، جعلتها واحدة من أهم المقاصد السياحية في العالم، وهو ما يجعل اقتصادها يقوم على النشاط السياحي المتنامي الذي يؤمن ثلث فرص العمل للسكان.
وكانت الجزيرة قد جذبت في عام 2016 نحو مليون ونصف المليون زائر من مختلف جنسيات العالم.
