الأحد 24 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تطوير علاج مناعي جديد ضد السرطان

خلايا سرطانية
25 نوفمبر 2023 23:54

طور علماء الأحياء من سويسرا وألمانيا علاجاً مناعياً جديداً لا يتطلب معرفة التركيب المستضدي للورم، وهو ما يمهد الطريق أمام علاجات جديدة للسرطان هي الأولى من نوعها.
ونقل موقع "ميديكال أكسبرس" (medicalxpress) عن الدراسة الجديدة أن الخلايا التغصنية (Dendritic cells, DCs) تعمل في مقدمة الجهاز المناعي. ويمكنها التقاط المستضدات بشكل فعال، مثل شظايا الفيروسات والبكتيريا والخلايا السرطانية المتحولة. كما يمكن للخلايا التغصنية توجيه الخلايا المناعية الأخرى ضد تلك العوامل التي تغزو الجسم. غالبًا ما تؤدي هذه العملية إلى تنشيط نوع ثانٍ من الخلايا المناعية، وهي الخلايا التائية القاتلة (Cytotoxic T cell تعرف باحتصارات عدة cytotoxic T lymphocyte, CTL, T-killer cell, cytolytic T cell, CD8+ T-cell أو killer T cell)، يمكنها القضاء على الخلايا المصابة أو المتحولة بشكل غير طبيعي. وبالتالي، تلعب الخلايا التغصنية دورًا مهمًا في تنظيم المناعة ضد مسببات الأمراض والخلايا السرطانية.
لسوء الحظ، غالبًا ما تقيم الأورام حواجز ضد جهاز المناعة في الجسم، مما يسمح للسرطان بالنمو بشكل خارج عن السيطرة. قد تتضمن هذه النكسة، المعروفة باسم "كبت المناعة"، تثبيط الخلايا التغصنية وشل قدرتها على تقديم مستضدات الورم إلى الخلايا التائية القاتلة (CD8 + T).
معالجة أوجه قصور اللقاحات التقليدية
خلال العقود القليلة الماضية، عمل الباحثون على التغلب على ظاهرة "كبت المناعة" الناجمة عن الأورام من خلال استراتيجيات مختلفة، تسمى مجتمعة "العلاجات المناعية"، وبعضها علاجات معتمدة فعالة لدى المرضى الذين يعانون من أنواع معينة من السرطان.
يتمثل أحد الأساليب في توليد خلايا تغصنية من خلايا دم أحادية النواة (نوع من خلايا الدم البيضاء المناعية) لمريض مصاب بالسرطان، وتعريضها في المختبر لمواد مشتقة من خزعة الورم (تسمى خطوة تحميل المستضد) ثم إعادة إدخالها إلى جسم المريض. يؤدي هذا الإجراء، الذي يشار إليه غالبًا باسم لقاح الخلايا التغصنية، إلى تعزيز عرض مستضدات الورم بشكل كبير إلى الخلايا التائية القاتلة.
ومع ذلك، فقد أعطت لقاحات الخلايا التغصنية نتائج متفاوتة في التجارب السريرية. أحد القيود المحتملة لهذه اللقاحات هو استخدام الخلايا التغصنية المشتقة من الخلايا وحيدات النوى. إذ إن هذه الخلايا تفتقر إلى بعض الخصائص الأساسية للخلايا التغصنية التي تحدث بشكل طبيعي، مثل النوع الأول من الخلايا التغصنية (cDC1)، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تنشيط الخلايا التائية القاتلة.
هناك عيب محتمل آخر لهذه الاستراتيجية هو اعتمادها على خطوة تحميل المستضد، والتي تستخدم مستضدات محددة مسبقًا والتي قد لا تمثل الطيف الكامل للمستضدات ذات الصلة الموجودة في الخلايا السرطانية. إلا أن معالجة هذه النواقص التي تعاني منها لقاحات الخلايا التغصنية التقليدية يمكن أن تعزز فعاليتها العلاجية.
قام فريق من العلماء بقيادة ميشيل دي بالما، الأستاذ المساعد في كلية علوم الحياة ومدير مركز "أجورا" لأبحاث السرطان في سويسرا، بتطوير خلايا تغصنية هندسية ذات قدرة على التحول إلى خلايا تغصنية من النوع الأول (cDC1) وتحفيز المناعة المضادة للورم عند نقلها إلى الفئران المصابة بأورام، دون الحاجة إلى خطوة تحميل المستضد. ونشرت الدراسة في مجلة Nature Cancer.
 يوضح دي بالما "لا تستخدم استراتيجيتنا الخلايا التغصنية المشتقة من الخلايا أحادية النواة المستخدمة في الدراسات السابقة، ولكنها تعتمد على مجموعة من الخلايا، تسمى DC progenitors (اختصارا DCPs) والتي يمكننا إنتاجها في المختبر من مصادر متاحة بسهولة، مثل الدم ونخاع العظام".
تجاوز النتائج
عند تصميمها للتعبير عن جزيئين محفزين للمناعة (IL-12 وFLT3L)، يمكن للخلية DCP بدء استجابات مناعية فعالة مضادة للورم في نماذج السرطان المختلفة، متجاوزة النتائج التي تم تحقيقها مع تركيبات الخلية التغصنية التقليدية الأخرى. 
وفقا للدراسة، فإن "من اللافت للنظر أن خلايا DCP المهندسَة عملت، في غياب تحميل المستضد، مما يعني أنها يمكن أن تكون فعالة ضد مجموعة واسعة من السرطانات البشرية، بغض النظر عن المستضدات التي تعبر عنها".
إن قدرة خلايا DCP المهندسَة على إشراك مكونات متعددة من الجهاز المناعي على نطاق واسع، لا تقتصر على الخلايا التائية القاتلة، قد تفسر فعاليتها. يقول البروفيسور دينيس ميجليوريني، رئيس قسم الأورام العصبية في جامعة جنيف وأحد مؤلفي الدراسة "كانت النتيجة الواعدة للغاية هي قدرة الخلايا DCP على إطلاق العنان لفعالية خلايا المستقبلات الخيمرية للخلايا التائية  (اختصارا CAR-T) في القضاء على أورام المخ لدى الفئران".
خلايا CAR-T هي فئة أخرى من الخلايا المناعية المهندسَة المعتمدة بالفعل لعلاج بعض الأورام، ولكن فعاليتها في سرطان الدماغ كانت محدودة حتى الآن. ويضيف ميجليوريني: "نحن ملتزمون بدمج خلايا DCPs مع خلايا CAR-T لدى المرضى الذين يعانون من سرطان الدماغ غير القابل للشفاء".
ويحذر دي بالما "نتائجنا ما قبل السريرية تتطلب المزيد من التطوير والاختبار قبل الانتقال إلى التطبيق السريري".
 يمكن الحصول على خلايا DCPs بسهولة من دم الإنسان، مما يسهل ترجمة النتائج قبل السريرية إلى علاج مناعي محتمل للسرطان.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©