عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
حديقة عملاقة في ولاية مونتانا الأميركية، مزيج من الألوان الطبيعية بين الأبيض والأخضر والأزرق، تتغير ألوان أشجارها بين الصيف والشتاء، تارة تصبح بيضاء من كثافة تساقط الثلوج وأحياناً أخرى تعود إلى طبيعتها خضراء زاهية. وتقع الحديقة في موقع متميز أعلى سلسلة جبال روكي على ارتفاع 3190 متراً، ويمكن رؤية لون الجبال الأبيض الذي يجعل الحديقة تتلألأ كأنها تاج على رأس سلسلة الجبال العملاقة. ويعود عمر الحديقة الجليدية الرسمي إلى أكثر من قرن لكنها كانت موجودة منذ نحو 10 آلاف عام بشكل طبيعي، ولا يمكن مشاهدة كافة معالمها في زيارة واحدة، نظراً لمساحتها الشاسعة التي تزيد عن مليون فدان.
نظام متكامل
في تلك المساحة مترامية الأطراف نظام بيئي متكامل وتنوع بيولوجي مذهل، ولهذا يطلقون عليها تاج النظام البيئي بقارة أميركا، ولحمايتها تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو قبل 27 عاماً، وتسمح المساحة الشاسعة للحديقة باحتضان ما يزيد عن 130 بحيرة بها كائنات بحرية متنوعة تقدر بالآلاف بين الأسماك والكائنات البحرية الدقيقة والمؤهلة لتتحمل درجات الحرارة المنخفضة.
أما النباتات التي أحصاها العلماء فتقدر بنحو 1000 نوع مختلف من النباتات وهو ما دفع اليونسكو لضم الحديقة ضمن قائمتها للتراث العالمي، ووضعها ضمن محمية المحيط الحيوي إلى جانب حديقة بحيرات واترتون الوطنية.
ومن أهم عجائب الحديقة أن أحد الجبال التي تحدها جبل كيلفلاند نقطة التقاء ثلاثة حواجز مائية، وهي المحيط الهادي والمحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي، فضلًا عن قمم 10 جبال أخرى تزين محيط الحديقة ويمكن الاستمتاع بها أيضاً.
تنوع بيولوجي
تتميز الحديقة بمجموعة من المنحدرات الخلابة، مغطاة بغابات كثيفة مكونة من أشجار الصنوبر والتنوب والشوكران والأرز، وفي أعالي الجبال توجد الأغنام الكبيرة والماعز الجبلي وتتجول الدببة السوداء والرمادية في الغابات، بالإضافة إلى وجود عدة فصائل من الغزلان.
والنسور الصلعاء من بين أكثر من 250 نوعاً من الطيور الموجودة في الحديقة أو التي تمر عبرها ويمكن أحياناً العثور على السلاحف وسمك السلمون في البحيرات والجداول.
ولكن مع كل هذا الجمال النادر فإن الحديقة الجليدية ضمن المناطق المهددة بالاختفاء بحلول العام 2030 بسبب التغيرات المناخية القاسية التي قد تنهي قصة حياة حديقة عاشت ما يزيد على 120 عاماً.
