لكبيرة التونسي (أبوظبي)
اختارت الفنانة التشكيلية وداد سالم الكندي تقنية فنية متفردة للحفاظ على الموروث الإماراتي، ووضعه في قالب يحاكي الواقع إلى حد كبير، لإيصال الكثير من المفردات التراثية والبيئية بالدولة إلى العالمية في قالب فني، ومنها «النخلة» على وجه الخصوص.
الكندي مهندسة ميكانيكية، تمارس الفن كهواية، تستخدم تقنيات متنوعة لإبداع لوحات فنية، ومنها تقنية حرق الخشب التي تجمع بين الرسم والخط، وتتطلب الكثير من مهارات تنفيذ عملية الحرق بسلاسة ودقة.
محاكاة الواقع
تعمل الكندي على تقنيات متنوعة لدعم أفكارها، ففي إنجاز لوحة «النخلة» مثلاً، استخدمت «حرق الخشب» لإظهار تفاصيل النخلة الدقيقة. واستخدمت في لوحة «فسيلة النخلة» الدقة الكبيرة للإضاءة على تفاصيل الخوص بشكل جيد، موضحة أن هذا العمل الدقيق استغرق أكثر من 30 يوماً، وتطلب جهداً ومهارة لإظهار جذع النخلة والعذوق والرطب ومسارات الفسيلة. وفي عمل آخر استخدمت الأكريليك والكانفاس مع انعكاس الإضاءة على اللوحة، كما أبدعت أعمالاً أخرى بالقلم الرصاص.
وقالت الكندي: أحاول التركيز على رسم تفاصيل النخلة باستخدام تقنية «حرق الخشب»، كونها رمزاً من رموز التراث المحلي، وأحرص على إظهار تفاصيلها كما هي في الواقع، لاسيما الليف والكرب والجذع، لتحاكي الواقع ضمن لوحة بصرية أقرب إلى الحقيقية.
صبر ودقة
وتعمل الكندي على مشروعها الفني، الذي حظي بدعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع، لما له من أهمية في الساحة الفنية والحفاظ على البيئة والموروث الطبيعي الإماراتي، مستخدمة تقنيات مختلفة تماماً عن اللوحة العادية، منها الحرق بالقلم عبر جهاز «الكنترولر»، بحيث تعمل على اللوحة مباشرة. كما ترسم العديد من الطيور والكائنات الحية في البيئة المحلية، منها الحبارى والصقر.
وأشارت الكندي إلى أنها تفضل العمل بأدوات تحتاج إلى القوة والصبر والدقة، خلال ممارستها لفن الحرق على الخشب، وهذا الفن يمارسه عدد قليل من الفنانين مقارنة بتقنيات الرسم الأخرى، والفنان الذي يتقنه يستطيع الدمج بين فن الخط العربي والزخرفة والنقش.
وأكدت الكندي أنها تميل إلى إظهار الجمال في أعمالها وتركز على الإضاءة لأنها تلفت الانتباه، وتستخدم هذا الفن في الرسم الواقعي، وتوظف خطوطه وتدرجاته من دون إضافة الألوان.
خروج عن المألوف
أشارت التشكيلية وداد الكندي إلى أن تقنية «حرق الخشب» التي تتراوح ألوانها بين الغامق والبني الفاتح، يلجأ إليها بعضهم لكسر السائد والمألوف وابتكار طرق جديدة للرسم، للتعبير عن الواقع. وتعتبر هذه التقنية من الأعمال الصعبة بسبب عدم إمكانية التراجع عن الخطأ بحرية مثل باقي أنواع الرسم، كما أن تنفيذ اللوحة الواحدة يحتاج إلى وقت طويل.
جماليات النخلة
تركز في أعمالها على النخلة، لما لها من مكانة اعتبارية في الدولة والمنطقة، مستعملة تقنية «حرق الخشب» لإظهار تفاصيلها وجمالياتها، مؤكدة أن العمل يكون على الخشب مباشرة، وكثيراً ما تستخدم اللهب لتحصل على نتيجة جيدة، لافتة إلى أن العمل على مثل هذه اللوحة قد يستغرق 400 ساعة.