الشعر ووصفه…
شيخة المطيري شاعرة إماراتية، كلما بدأت تقرأ بدأ الهدوء ينزل مع إضاءة حضورها، حضرت لها أمسيات عديدة، وشاركت معها الأمسية الشعرية، وكنت أريد أن تستمر ولا اقرأ، شيء ما يشدك إلى المعنى ووصفه، إلى الشعر وجماله، كأنك تتوقع خبراً طيباً يدفعك إلى الانتباه إلى النهاية وبداية الهدوء وإلى ما يحرك اللطف فيك، بالإمكان أن تكتب بالقلم البسيط الذي تحمله معك، تكتب في مذكرة صغيرة أنك كنت في أمسية وهذا التاريخ يحرضك على ذلك، شيخة المطيري شاعرة ومقدمة برنامج على إذاعة الشارقة «ديوان الأدباء»، «آفاق معرفية» وعلى تلفزيون الشارقة «مجموعة حلقات، في حضرة الكتاب» وبرنامج «عطر المساء»، جميلة النظرة التي تلتفت إلى جمال الأشياء الكبيرة والصغيرة، الهدوء صورة بيضاء في صوتها ونعمة على القلوب التي تود أن تنعم بالراحة والتي تبحث عن إزالة العالق من وهن ثُقل بالحياة، وما آذى التفكير واقترب منك ولا تراه، وإذ نحن وهي وهم معنيون في البحث عن أشيائنا المفقودة أو المتروكة التي اختفت وراء صوت الضجيج، لا شيء أهم في دخولك مخلصاً والتخلص من عقبات أفقدتك الوقت وأضاعت الفرص حتى أصبحنا مفقودين فينا ما حسبته ذات يوم يحمل عنك بعضا من الأثقال وانتظرت فكان لا بد من قراءة شيء يعيدك إليك.
الشعر الذي تكتبه شيخة يستدعي الفرص التائهة منك إلى الزمن، تأتيك بالحلول والمبادرات، هكذا نجدها تضعنا وندخل معها الهدوء وتتركنا في ترف «نفكر» و«نبصر».. (كفّنت أحلام الصغار/ المتعبين من الطفولة والبراءة/ والرغيف اللا يجيء/، من أين يكبر طفلهم/ وبأي مدرسة يموت/ دق الجرس/ دقت قلوب الخائفين/)..
لا بد من عودة جيدة نتخطى بها العقبات، ننعم بترف الشعر الذي يعطيك بين حين وحين يأخذك إلى مكان تقف عليه، يشبه نافذة كبيرة تراقب هدوءك وترفه ويداعب «مركب هواك»، وإذا أحببت أن تفعل تقدم إلى الشعر واقرأ من لوحة السرور صباحك، «وقل ربي التوفيق»، صباحاً أخذني مسروراً إلى الخيال إلى درب يقربني من الموجة، أكتب الشعر وأحضر الأمسيات الشعرية التي تقام مستمعاً جيداً، أبحث عن هدوء الشعر المحفز الذي له رنة الدوام في القلب، والذي أحفظ بعضاً منه..
شيخة المطيري.. شكراً، الشعر معك بخير والأمل «ستعود تجلس قرفصاء/ ثم تمد أرجلها قليلاً/ من أين نأتي بالغيوم لكي نعيش/ من أين نغطي بالتراب/ لكي نغطي موتنا».