عدد اليوم
أحمد عاطف (القاهرة)
الذهاب إليها في الشتاء، لن يغني عن زيارة أخرى في الصيف، المكان واحد إلا أن المشهد يختلف بين الفصول ويتغير تماماً، فتلال الشيكولاتة في الفلبين تتحول إلى بيوت سنافر صغيرة تكتسي باللون الأخضر في الشتاء، ثم تجف وتبدو للناظر من بعيد كأنها أنهار من الشيكولاتة الجافة.
1268 تلة صغيرة متشابهة، تمتد على مساحة 50 كيلو متراً في منطقة بوهول الفلبينية، ومن شدة التناسق بينها تبدو كلوحة تشكيلية بديعة، لم يقدم العلم تفسيراً لظهور التلال بهذه الطريقة المتناسقة، فبدأت الأساطير الشعبية تقدم تفسيراتها الخاصة وأشهرها تعود للعملاق «أرغو» الذي أحب فتاة كانت مصابة بمرض مزمن، وعندما ماتت سقطت دموعه بشدة وتحولت إلى تلال من الشيكولاتة.
تلك الأسطورة جعلت تلال بوهو من أبرز الوجهات السياحية، حيث يحرص الأزواج على زيارتها والتقاط الصور، أما الذين يفضلون أفلام الحركة والإثارة، فاختاروا أسطورتهم الخاصة التي تشير إلى وجود عملاقين اعتادا على العراك وقذف بعضهما بالحجارة والرمال، وبعدما خارت قواهما قررا إنهاء المعركة وتصالحا وتركا وراءهما تلال الشيكولاتة ذكرى لمعاركهما.
ما يزال الغموض سيد الموقف، إلا أن بعض النظريات العلمية تشير إلى تأثير العوامل الطبيعة على مدار آلاف السنين مثل البراكين وعوامل التعرية وهي التي شكلت تلك التلال، وبعض العلماء ذهب إلى تكون التلال من الصخر الكلسي المرجاني عندما كانت الجزر غارقة في العصور الجيولوجية القديمة، وعندما انحسرت عنها مياه البحر، وظهرت على السطح خرجت التلال بهذا الشكل.
تلك التلال من أهم المعالم في الفلبين نظراً لخصائصها الجيولوجية الفريدة، وأصبحت الوجهة السياحية محلياً أو عالمياً، وبين فترة وأخرى تظهر اقتراحات بإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو كأعجوبة طبيعية غامضة.
