الأربعاء 4 ديسمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«أوكيجاهارا».. غابة الأشباح!

«أوكيجاهارا».. غابة الأشباح!
2 سبتمبر 2023 01:25

أحمد شعبان (القاهرة)
غابة «أوكيجاهارا» اليابانية، يطلق عليها بحر الأشجار؛ ومشهورة بالسياحة والرحلات لاحتوائها على مئات الكهوف والأشجار والحيوانات والطيور. تقع على السفح الشمالي الغربي لجبل فوجي الياباني، المكون من البراكين الصلبة التي تشكلت بفعل الانفجارات الكبيرة للجبل العام 864م، وتبلغ مساحتها 35 كيلو متراً مربعاً، وتتكون أرضيتها من الصخور البركانية، حيث نتج عن بركان جبل فوجي 12 ميلاً من الحمم التي تحولت إلى غابة بمجرد أن استعادت الطبيعة عافيتها، حيث نمت الأشجار والأعشاب بكثافة، كما أدى الانفجار البركاني إلى تكوّن أنظمة كهوف غريبة داخل الغابة، لا يزال الكثير منها غير مُكتشف حتى الآن.
الجهة الغربية لغابة «أوكيجاهارا» مشهورة بالسياحة والرحلات المدرسية، وبها العديد من الكهوف التي تغطيها الثلوج في الشتاء، وبعض أجزاء الغابة ممتلئة بالبراكين التي تحتوي على مسامات تسحب الأصوات، فيتيح ذلك للزائرين نوعاً من الرهبة والعزلة.

اشتهرت الغابة عبر الأساطير اليابانية، أنها بيت «اليورية»، والتي تعني الأشباح، أصبحت في السنوات الأخيرة معروفة عالمياً باسم «غابة الانتحار»، وتشهد ما بين 70 إلى 100 عملية انتحار سنوياً، ما جعل الحكومة اليابانية تتدخل في هذا الأمر. 
وبما أن الغابة كثيفة جداً، بدأ المتجولون والسياح داخلها باستخدام الأشرطة البلاستيكية لتحديد مساراتهم حتى لا يضلوا طريق العودة، أو تستخدم كطريقة للخروج في حال غيّر الشخص المُقبل على الانتحار رأيه، ولكن في أغلب الأحيان لا يخرج صاحب تلك الشرائط من الغابة. وأكثر ما يثير الرعب داخل غابة أوكيجاهارا وجود بقايا جثث وعظام بشرية، وتتناثر فيها العديد من المتعلقات الشخصية للأشخاص المنتحرين، مثل الهواتف المحمولة، وأجهزة الحاسوب، والملابس، وزجاجات المشروبات، والأدوية.
وصممت داخل الغابة بعض الممرات التي تقود إلى العديد من المناطق السياحية حيث تحتوي على مئات الكهوف مثل كهف ناروساوا الجليدي، وكهف رياح فوجاكو، وكهف بحيرة ساي بات، أكبر ثلاثة كهوف بُركانية قريبة من جبل فوجي، ويبقى الكهف الجليدي متجمداً على مدار السنة.

يعيش في الغابة الكثير من الحيوانات والطيور، وتشمل الثدييات الدببة السوداء الآسيوية، والخلد الصغير الياباني، والخفافيش، والفئران، والغزلان، والذئاب، والخنازير، والأرانب الضخمة، والمنك والسناجب اليابانية.
تشمل الطيور عدداً كبيراً من أنواع العصافير، منها الصفصاف والعصافير ذات الذيل الطويل، والعقعق، ونقار الخشب المرقط النبيل، والنقار القزم، والعيون البيضاء اليابانية، وطائر السمنة المغرد الياباني، وهناك العديد من الخنافس البرية، وغيرها من الحشرات والفراشات.
كما تحوي الغابة مجموعة واسعة من الصنوبريات والشجيرات والأشجار عريضة الأوراق مثل شجر السرو، وصنوبر سوجي، والشوكران، والشجرة المزهرة، والزهرة البيضاء العطرة الصغيرة، وشجرة مغزل الميكسماس، والنبتة الزاحفة. 
وتضم الغابة نباتات مزهرة عشبية مثل الشيح الكوري، والبابونج، وزهرة النيبال الغرنوقي، وزهرة ختم سليمان ذا الأوراق الثنائية، بالإضافة إلى النباتات العضوية، ونبات اللمس، والعديد من الطحالب والسرخسيات.

وكان اليابانيون القدماء يقدسون جبل فوجي، وهذا ما خلق رابطاً روحياً واحتراماً له من السكان المحليين، والأساطير والمعتقدات حول الغابة أمر منطقي للغاية بسبب الطبيعة التي تحيط بها، فالكثير من اليابانيين يعتقدون أنها تحتضن قوة شريرة خارقة للطبيعة تواجدت بفعل ممارسات اليابانيين عبر الزمان.
ومن أشهر الممارسات ما كان يحدث في القرن التاسع عشر، حيث تجلب كل أسرة كبار السن وتتركهم داخل الغابة حتى يموتوا بكرامة، بحسب معتقدات تلك الفترة، وهناك الكثير من الروايات المحلية عن أشباح الموتى الذين يسكنون الغابة ويشجعون الأشخاص الموجودين داخلها من خلال وساوسهم على الانتحار والتخلص من حياتهم.
رغم طبيعة غابة أوكيجاهارا الخلابة؛ إلا أن التخييم من الأمور المستحيلة داخلها، فبجانب ما يحيط بها من طبيعة قاتمة ومخيفة، من السهل جداً أن يضل المخيمون طريقهم داخل الأحراش، وهو ما يعرضهم لخطر الموت متجمدين بسبب انخفاض درجات الحرارة ليلاً بشكل يصعب معه البقاء على قيد الحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©