السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

معركة بين الميديا.. والذكاء الاصطناعي وأدواته.. لماذا؟

معركة بين الميديا.. والذكاء الاصطناعي وأدواته.. لماذا؟
2 سبتمبر 2023 01:24

نيويورك (الاتحاد)

بسرعة غير متوقعة، انقضى شهر العسل بين الميديا العالمية والذكاء الاصطناعي ومنتجاته ومن أشهرها بالطبع ChatGpt. احتفت وسائل الإعلام في كل مكان بالتطور المذهل الذي اجتاح العالم قبل أشهر قليلة، وكالت الصحف قصائد المديح لأحدث محركات البحث وأكثرها تطوراً وكفاءة، الذي تحدى بقوة هيمنة جوجل الراسخة على سوق محركات البحث. وأخذ الكثير من أبرز الصحفيين يتجادلون بشأن ما إذا كان من الممكن الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي في كتابة المقالات والتقارير وتحسين مستويات الأداء، وهل يمكن الاعتماد عليها بدرجة أكبر لزيادة الكفاءة والسرعة أم لا؟، ثم تبين أن شركات الذكاء الاصطناعي هي التي تريد الاستفادة من الميديا، وليس العكس. هنا توترت العلاقات بين الجانبين، مع إدراك الصحف أنها قد تتعرض للاستغلال من جانب شركات مثل OpenAI، التي تعد أحد أبرز صناع أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، من دون أي فائدة كبرى تعود عليها. لذلك، قررت مؤسسات إعلامية بارزة مثل نيويورك تايمز و«سي إن إن» و«شيكاغو تريبيون» ABC الأسترالية، غلق أبوابها أمام محاولات تسلل محرك بحث صنعته OpenAI، لمسح قاعدة بيانات تلك المنصات بكل ما فيها من معلومات، مما سيحد من قدرة الشركة ومحركات البحث الخاصة بها على تطوير إمكانياتها وتحسين أدائها ومخرجاتها. وكان يفترض أن يقوم أحدث منتجات الشركة واسمه GPTBot بالنفاذ إلى تلك المنصات الإعلامية البارزة لكنها وقفت بقوة في مواجهة هذه الخطوة.
كانت منصة The Verge أول من كشف عن أن صحيفة نيويورك تايمز حظرت GPTBot على موقعها على الإنترنت. وقالت صحيفة الجارديان في وقت لاحق إن المواقع الإخبارية الرئيسية الأخرى، بما في ذلك CNN ورويترز وشيكاغو تريبيون وABC ومؤسسة إعلامية أسترالية تصدر صحفاً مثل نيوكاسل هيرالد وكانبرا تايمز، رفضت هي الأخرى أن يتسلل GPTBot إلى بياناتها.
تفاجأت OpenAI بالحظر الجماعي الآخذ في الانتشار بين وسائل إعلام عدة عبر العالم. وقالت في مدونة تضمنت إرشادات حول كيفية عدم السماح بنفاذ أداة الذكاء الاصطناعي GPTBot: «إن السماح لـ GPTBot بالوصول إلى موقعك يمكن أن يساعد نماذج الذكاء الاصطناعي على أن تصبح أكثر دقة لتحسين قدراتها العامة وسلامتها». 
ومن المعروف طبعاً أن محركات بحث من طراز ChatGPT تعتمد بالأساس في عملها على كميات هائلة من البيانات أو ما يسمى بنماذج اللغات الكبيرة، لتدريب أنظمتها والسماح لها بالإجابة عن استفسارات المستخدمين بطرق تشبه أنماط اللغة البشرية. لكن المؤسسات الإعلامية الحريصة جداً على حقوق الملكية الفكرية لا ترى ما يبرر أن تفتح بياناتها لمثل هذه الأدوات الذكية، فقط لتساعدها على تطوير قدراتها في الإجابة عن أسئلة المستخدمين.
ونقلت صحيفة الجارديان أستراليا عن CNN، تأكيدها أنها حظرت مؤخراً GPTBot عبر مختلف منصاتها، لكنها لم تعلق على ما إذا كانت تخطط لاتخاذ مزيد من الإجراءات بشأن استخدام محتواها في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
 وقال متحدثة باسم رويترز: «نظراً لأن الملكية الفكرية هي شريان الحياة لأعمالنا، فمن الضروري أن نحمي حقوق الطبع والنشر للمحتوى الخاص بنا».
وأكد متحدث باسم صحيفة نيويورك تايمز فرض الحظر على «مسح المحتوى الخاص بنا للتدريب والتطوير الذكاء الاصطناعي».
وتابع: «من 3 أغسطس، حظرت قواعد موقع الويب الخاص بنا صراحة استخدام محتوى المنصة في تطوير أي برنامج، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، تدريب نظام التعلم الآلي أو الذكاء الاصطناعي (الذكاء الاصطناعي)» دون موافقة.
وتقول الجارديان إنه في أوائل أغسطس الماضي، وقعت وسائل الإعلام، بما في ذلك وكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة جيتي للصور، رسالة مفتوحة تدعو إلى تنظيم أنشطة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الشفافية حول «تركيبة جميع مجموعات التدريب المستخدمة لإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي» والموافقة على استخدام المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©