أحمد مراد (القاهرة)
تشهد منطقة شبه الجزيرة العربية خلال الفترة من 3 يوليو وحتى 10 أغسطس ظاهرة مناخية تتكرر كل عام تُعرف بـ «جمرة القيظ»، وهي من أبرز الظواهر المناخية التي تشهدها دول الخليج العربي خلال فصل الصيف، وتستمر 39 يوماً.
مصطلح جمرة القيظ ، متداول في منطقة شبه الجزيرة العربية منذ 200 عام، ويرتبط بالارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال الصيف، ويُعد نهاية الموسم الطبيعي لهطول الأمطار على السعودية، وبداية غزارة الأمطار الخريفية على سلطنة عُمان.
50 درجة
توصف فترة جمرة القيظ بأنها أشد فترات العام حرارة في دول الخليج، وأكثر فترات الصيف إرهاقاً لمختلف الكائنات الحية، حيث ترتفع الحرارة إلى مستويات قياسية، وتتراوح ما بين 45 إلى 50 درجة، وتصل إلى أعلى من ذلك في المناطق الصحراوية، وترتبط بالرطوبة العالية، ويستمر الإحساس بالحر الشديد والأجواء الساخنة حتى الساعات المتأخرة من الليل، لا سيما مع هبوب رياح السموم الساخنة الجافة.
كل عام
يرتبط موسم «جمرة القيظ» بتأثر شبه الجزيرة العربية بما يُعرف بـ «منخفض الهند الموسمي»، الذي يُعد السبب الرئيسي في ارتفاع درجات الحرارة إلى خلال هذه الفترة كل عام، ويزداد نشاط المنخفض خلال شهري يوليو وأغسطس، وبعدها يتحول إلى تيارات هوائية ساخنة على السواحل، ومع مطلع سبتمبر تبدأ الأجواء في التحسن تدريجياً.
4 وغرات
يرتبط موسم جمرة القيظ بما يُعرف بـ «وغرات القيظ»، وهي عبارة عن موجات حارة ترتفع فيها الحرارة بما لا يقل عن 4 درجات عن المعدلات الطبيعية، ويصل عددها إلى 4 وغرات، وفي الليل تخرج الضبان والسحالي، وتنشط حركة الأفاعي بسبب شدة الحر نهاراً.
موسم وفترتان
ينقسم موسم جمرة القيظ إلى فترتين، الأولى تُعرف بـ «الجوزاء»، وتمتد من 3 وحتى 28 يوليو، والثانية تُعرف بـ «المرزم» أو «الشعري» أو «الذراع»، وتمتد من 29 يوليو إلى 10 أغسطس، وتتصف أيضاً بالارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وشدة لسعة الشمس، والهواء الجاف، ويتشكل السراب والدوامات الغبارية.
يُطلق على موسم جمرة القيظ عدة أسماء أخرى، منها «طباخ التمر» أو «طباخ اللون»، لارتباطه بالفترة التي تتلون وتنضج فيها التمور عند اشتداد الحرارة، ومنذ عشرات السنين، يربط المزارعون بين جمرة القيظ وفترة نضج الرطب، وتوارثت الأجيال بعض الأقوال والأمثال التراثية، مثل: «أولها صباغ اللون، وأوسطها طباخ التمر، وآخرها جداد النخل وحرة الدبس».