الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المراهق.. بين الصداقات الإيجابية والسلبية

المراهق.. بين الصداقات الإيجابية والسلبية
31 يوليو 2023 02:11

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

في سنوات المراهقة، تحتل الصداقات أهمية كبيرة في حياة اليافعين، حيث يبدأ المراهق في التحرر من الاعتماد على الأسرة باحثاً عن استقلاليته الشخصية، وتُعد هذه التطورات في مرحلة المراهقة داعماً أساسياً في تشكيل شخصية المراهق وتأثيره في المجتمع والتأثر به، فقد يمر المراهق بمراحل ضيق في حياته نتيجة اختياره الخاطئ لرفاقه، أو نتيجة عدم تقدير لمشاعره وسوء فهمه للآخرين، كما يصادف في طريقه أنواعاً كثيرةً من الأصدقاء، من بينهم المفيد ومنهم المُرهِق، فكيف تؤثر الصداقات الإيجابية في حياة المراهق، وما هي الصداقات المرهقة وكيف يمكن التخلص منها؟ 
ضمن استشارة أسرية، قدمت مؤسسة التنمية الأسرية شرحاً وافياً عن الصداقات المُرهِقة، ووجهت عدة نصائح للآباء، حيث اشتكت إحدى الأمهات من سلوك ابنتها التي لجأت للمطالبة بتغيير مدرستها، فيما لاحظت الأم أنها لم تعد تتوفر على ذلك الشغف الذي كانت تتمتع به سابقاً، وعندما استفسرت من المدرسة أوضحت أن السبب ربما يعود إلى الأصدقاء الذين تأثرت بهم هذه الطالبة سواء إيجاباً أو سلباً، وفقاً لما توصلت مؤسسة التنمية الأسرية عبر قسم الاستشارات الأسرية.
إرضاء الرفاق
وقال مستشارو قسم الاستشارات الأسرية، إن الأبناء في سن المراهقة يسعون للانتماء إلى مجموعة رفاق، خاصة في مراحل المراهقة الأولى، وهذا الأمر يشكل عبئاً عليهم، حيث يسعون لأن يظهروا بطريقة معينة ترضي الرفاق أو تشعرهم بعدم الاختلاف عن أقرانهم، وقد يظهر هذا الأثر من خلال، طريقة اللبس أو السلوك أو تصفيف الشعر أو التحدث بطرق معينة قد تكون مشابهة لمجموعة الرفاق أو بطريقة مقبولة من قبلهم، وقد يكون هذا الضغط ناشئاً من مجموعة الرفاق أنفسهم، أو أن المراهق يضع نفسه تحت هذا الضغط لشعوره بأنه أقل ممن حوله، أو يخشى رفضه من قبل المجموعة، وفي الحالتين يجب مساعدة المراهق للتخلص من هذا الأثر أو الضغط.
توازن اجتماعي
من جهتها، قالت ميثاء العامري، رئيس قسم تثقيف الأسرة في مؤسسة التنمية الأسرية، إن الصداقة بمفهومها العام تمثل رابطة المودة والإخلاص بين الأفراد، وتتميز بأنها تحقق التوازن الاجتماعي وتبادل الخبرات، والمشاركة الوجدانية، وزيادة الروابط الاجتماعية، والحصول على الرفاه النفسي. 
وأضافت العامري «يرى المراهقون أن الصداقة تمثل مطلباً اجتماعياً أساسياً في حياتهم للتعبير عن الهوية والانتماء الاجتماعي والنفسي الذي يبحث عنه المراهق مع أقرانه، إذ تمثل الصداقة بالنسبة له نوعاً من أنواع التعبير عن الذات، وقد يستفيد منها على مستوى تبادل الخبرات في حل المشكلات والصراعات التي يواجهها في هذه المرحلة، فالصداقة قد تكون داعماً حقيقياً له، أو على العكس تماماً.
إثبات ذات
أشارت ميثاء العامري، رئيس قسم تثقيف الأسرة في مؤسسة التنمية الأسرية، إلى أن الصداقة الجيدة في مرحلة المراهقة تسهم في تطور الشخصية وتقدير الذات لدى المراهق، وتعزز الصحة النفسية لديه، وعن تفضيل المراهق لأصدقائه عن أفراد أسرته أكدت قائلة: «يبحث المراهق عن حريته وإثبات ذاته، ومنذ بداية مرحلة البلوغ يبدأ في النفور من التوجيهات الأسرية، التي يغلب عليها الأمر والنهي، من دون علمه بأن أسرته تحاول تقديم كل الدعم له، في حين يبحث هو عن الحرية في اتخاذ القرارات والاختيارات والانتماء إلى جماعات صغيرة تدعم آراءه المستقلة، كما أن متطلبات المرحلة على المستوى النمائي تجعله لا يستطيع التعبير عن مشاعره بشكل صحيح داخل النسق الأسري أحياناً، ويرجع السبب غالباً لكون الأسرة لا تجيد التعامل معه بالأسلوب الأمثل.
ضغوط ومخاوف
اقترح قسم الاستشارات الأسرية خطوات تساعد في التعامل مع مشكلة ضغط الرفاق، ومنها ضرورة الجلوس والتحدث مع الابن في هذا الأمر، ومعرفة وجهة نظره في تكوين العلاقات مع من حوله، ومحاولة اكتشاف أسباب الضغوط التي يتعرض لها، فقد يكون الضغط ذاتياً، وليس بسبب مجموعة الرفاق، وهنا يجب العمل على بناء مفهوم توكيد الذات لدى الابن، والذي يتضمن إدراكه بأنه مختلف كما الجميع، وأن اختلافه أمر يميزه كما يميز غيره، كما يجب تعليم الابن قول كلمة (لا) عند الحاجة، وأن لا يسمح لأحد بفرض آرائه أو وجهات نظره عليه، مع إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الابن، وجعله يشعر بأنه قادر على مناقشة علاقاته ومخاوفه واستفساراته في أي وقت.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©