أحمد شعبان (القاهرة)
«البحيرة المرقطة» السحرية، أو كما يطلق عليها بحيرة الشفاء، واحدة من مناطق الجذب السياحية الأكثر شعبية في كندا، من أغرب الظواهر الطبيعية، تتكون من مئات البرك المنفصلة، وتحتوى على تركيزات عالية من المعادن.
تقع البحيرة الفريدة من نوعها على بعد 8.8 كيلومتر غرب مدينة «أوسيوس» في مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية، وكانت تُعرف سابقاً من قبل السكان الأصليين باسم «كليلوك»، وهو موقع مقدس عندهم وذو قيمة ثقافية كبيرة.
البحيرة المرقطة من المواقع الطبيعية العجيبة التي أذهلت الجميع بسحرها وجمالها، تغطي مساحتها 152 كيلومتراً مربعاً، مع بدء الصيف، تتبخر معظم مياهها، وتتحول المركّبات المعدنية الموجودة فيها إلى بلّورات كريستالية تنتشر على شكل دوائر تعكس ما بداخلها من معادن، بألوان تتراوح بين الأخضر والأزرق والأصفر، والأبيض، ويعتمد شكل ولون البقع الكبيرة على تركيبة المعادن التي تحتويها في ذلك الوقت. والبقع الملونة في البحيرة، نتيجة الكمية العالية من المعادن التي تتركز فيها، منها كبريتات الماغنيسيوم والكالسيوم وكبريتات الصوديوم والفضة والتيتانيوم التي تتجمع في الماء، وقد تسربت هذه المعادن ومجموعة من الأملاح من التلال المحيطة بالبحيرة.
وتعتبر البحيرة المرقطة مكاناً مقدساً لقرون عدة عند السكان الأصليين، وهذا سبب غرابتها، حيث يقومون بإقامة الصلوات والتعبد، ويروى أنه في الماضي كان هناك قبيلتان من الهنود متحاربتان، فوقّعا هدنة للسماح لكلتيهما باستخدام مياه البحيرة لشفاء الجرحى.
ويعتقد السكان بأن مياه البحيرة لديها إمكانية في شفاء وعلاج العديد من الأمراض منذ آلاف السنين، ويقال إن الهنود الأصليين استخدموا طين ومياه البحيرة للاستشفاء، وخلال الحرب العالمية الأولى، تم استخدام معادن البحيرة في تصنيع الذخيرة، وبعد ذلك أصبحت المصدر الرئيس لاستخراج الملح.
وتجذب البحيرة السياح من كل مكان في العالم، ليس فقط لرؤيتها وللاستمتاع بمشهد الدوائر الغريبة، وللعلاج بالمياه الغنية بالمعادن والأملاح، ويعدّ أواخر شهر يوليو أفضل وقت لمشاهدة البحيرة قبل أن تجف تماماً.